ليلى خالد
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
ليلى خالد مناضلة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، هي الثورية الفلسطينية التي لم تر طريقة أخرى لتذكير العالم بقضية الشعب الفلسطيني، و تنبيهه لصمته المخزي تجاه الشعب الفلسطيني المهجر و المقتل، سوى اختطاف الطائرات، و قد استطاع فعلها هذا حقا أن يجلب الأنظار لها كامرأة، و من تكون هذه المرأة، و ما هي القضية و الأسباب و الدوافع، التي جعلتها تقوم بذلك، و أصبحت صورتها تتداول في كل وسائل الإعلام، صورة لليلى خالد بكوفيتها الفلسطينية التي تلف رأسها و احتضانها للبندقية، تعبر عن اختيار ليلى و معها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ذات التوجه الماركسي - اللينيني الثوري، الكفاح المسلح طريقا ثوريا لإنجاز التحرر الوطني على كامل أرض فلسطين التاريخية.
في سنة 1959، في سن 15 سنة، انضمت ليلى إلى حركة القوميين العرب، التي أنشأها جورج حبش في أواخر الأربعينات، وأصبح الفرع الفلسطيني لهذه الحركة يسمى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بعد حرب الأيام الستة سنة 1967، وذلك في إطار التحولات التي عرفها اليسار العربي بعد هزيمة 5 يونيو 1967.
بين سنتي 1963 و1969، درست اللغة الإنجليزية في المدارس العامة بالكويت، وانضمت إل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" منذ تأسيسها في دجنبر 1967، ومن سنة 1969 إلى 1972، شاركت ليلى خالد في العمليات العسكرية الخارجية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي نظمها الدكتور وديع حداد2.
شاركت ليلى خالد في العديد من المؤتمرات الدولية و الإقليمية و المحلية، و في العديد من ورشات العمل المخصصة لشؤون المرأة، ساعدت أيضا سنة 1978 في تأسيس "دار أطفال الصمود" لرعاية أطفال شهداء مخيم "تل الزعتر" للاجئين شمال بيروت، عندما سقط في أيدي القوات اليمينية (المجموعات الفاشية المسلحة التابعة لحزب الكتائب) خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
إن معركة ليلى من أجل فلسطين ليست بسبب ارتباط قديم ببلدها، فوالداها ليس فلسطينيين بل لبنانيين، بل كان حب العدالة هو ما يحفزها. مثل غسان كنفاني، عرفت هي أيضا انعطافا في شبابها، عندما فهمت وضعيتها فجأة، في رسالة جميلة و مؤلمة موجهة لابنه، يصف كنفاني اللحظة التي تفهم فيها وضعيته مباشرة بعد لحظة "العار من الفرار"، عندما رأى و هو في العاشرة من عمره رجال أسرته يسلمون أسلحتهم ليتحولوا إلى لاجئين، إذ يكتب :
في سنة 1967، في سن 23 سنة، ذهبت ليلى خالد إلى الأردن للتدريب مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، لقد كانت ليلى خالد مناضلة ذكية، حصيفة و مثقفة، و هي على استعداد لفعل أي شيء للقتال ضد الكيان الصهيوني، إنها تذهب إلى الحد الأقصى، إنها المقاتلة المجتهدة و المخلصة لقيادة إحدى العمليات الرئيسية للحركة.
في سن 28 كانت ليلى خالد قد حولت اتجاه طائرتين، و احتجزت عشرات الركاب رهائن، و قد تم نشر صورتها على غلاف العديد من المجلات الإخبارية، و ألصقت صورة وجهها على جدران المهاجع الطلابية، لقد أصبحت ظاهرة شعبية، و مصدر إلهام لشخصيات تعمل في مجال التلفزيون و السينما.
هبطت الطائرة في دمشق و نزل الركاب و فجرت ليلى قمرة القيادة بقنبلة يدوية، و قد تم اعتقالها من طرف السلطات السورية. شمل مطلب الإفراج عن الأسرى طياران سوريان تم أسرهما سنة 1967، مما شجع السوريين على التساهل، و بعد 45 يوما من الاحتجاز تم إطلاق سراح ليلى و من معها من المختطفين و الالتحاق بالأردن.
في يوم 6 شتنبر 1970، ستعيد ليلى الكرة برفقة أحد الأمريكيين، و أصله من نيكاراغوا، باتريك أرغيلو، بتحويل الرحلة الإسرائيلية العال 219 من أمستردام إلى نيويورك. استغرقت العملية و قتا قصيرا، فقد تم إحباط الهجوم عندما قام حراس الطيران الصهاينة بقتل رفيقها أورغيلو، و من شل حركة ليلى، رغم أنها كانت تحمل قنبلتين في ذلك الحين، إلا أن ليلى تلقت تعليمات صارمة للغاية بعدم تهديد حياة ركاب الرحلة المدنية، حول الطيار اتجاه الطائرة نحو مطار هيثرو في لندن، حيث تم تسليم ليلى إلى مركز شرطة إيلينغ، و قد تعاطف معها سجاناها، و بسرعة ربطت علاقات صداقة بين المناضلة و حراسها، و بعد 28 يوما من الاحتجاز، في 1 أكتوبر أطلقت الحكومة البريطانية سراحها في تبادل للأسرى، و في السنة الموالية تخلت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عن أسلوب الاختطاف، رغم أن الحركات المنشقة عن المنظمة استمرت في اختطاف الطائرات.
فيما قامت به ليلى خالد من أعمال، فقد تأثرت بهذه القوى الثورية، التي تمور في العالم، لقد رفضت الظلم، و طالبت بالحق في العيش بسلام على أرضها، و كما تقول :
"لقد تعلمت أن المرأة يمكن أن تكون مقاتلة، مقاتلة من أجل الحرية ... و أنها يمكن أن تقع في الحب و أن تحب، يمكن أن تكون متزوجة، لديها أطفال، تكون أما ... الثورة أيضا يجب أن تعني الحياة كل جانب من جوانب الحياة".