Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الكتاب السادس: البغاء عبر العصور أقدم مهنة في التاريخ

 

المؤلفة : سلام خياط

تاريخ النشر : 1992

الناشر : رياض الرايس للكتب و النشر

الطبعة الأولى : 1992

عدد الصفحات : 208

 

نبذة عن المؤلفة :

سلام خياط، صحفية و شاعرة و روائية و كاتبة عراقية، لها أعمدة و أبواب في عدد من الصحف و المجلات العراقية و العربية، و كانت لها صفحة في مجلة ألف باء (البغدادية) الشهيرة. من مواليد البصرة، حصلت على شهادة البكالوريوس بجامعة بغداد سنة 1965، و دبلوم الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة سنة 1967، مارست المحاماة في المحاكم العراقية، منذ سنة 1965 حتى سنة 1984، و خلال ذلك كانت تعمل في الصحافة، و قد أشرفت و حررت العديد من الصفحات في جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، كما كانت لها صفحة في مجلة "التضامن" اللندنية كذلك، و في مجال الإذاعة و التلفزيون ببغداد،، قدمت برامج منها "برنامج معكم"، كما عملت محررة في جريدة "الجمهورية" (البغدادية)، لها مؤلفات منشورة منها :

"السطور الأخيرة"، جزءان، 1967 –  1970

"ممنوع الدخول، ممنوع الخروج"، رواية، 1968

"معزوفات"، و هي قصائد و أمثال

"البغاء عبر العصور"، أقدم مهنة في التاريخ، و هي دراسة، 1990

"اقرأ"، دراسة، 1990

"البغاء عبر العصور" دراسة تتطرق إلى موضوع من المواضيع الشائكة قل ما توجد في الأدبيات العربية، فالكاتبة تشرح بشكل علمي تاريخ و أسباب ظاهرة البغاء و الجوانب المختلفة في وجود الظاهرة و الحقب التاريخية التي مرت منها، كما يتطرق الكتاب للأبعاد الاجتماعية و النفسية على البغي و الرجل، و نظرات من الواقع، و التجارة فيه من قبل الشركات .

فمن خلال ممارستها المحاماة استطاعت الكاتبة أن تخوض في تحليل هذه الظاهرة، إذ تقول في التقديم للكتاب :

تجمع أمامي – و أنا أمارس عملي في المحاماة- كدس من الملفات لعدد من دعاوى مدعيات و مدعى عليهن .

كل قضية كانت صورة مصغرة لمجتمع كبير ينمو و يصارع و يتمخض ليلد توأم المأساة و الملهاة .

كانت المومس في معظم القضايا – مدعية أو مدعى عليها- هي الضحية، ضحية الجهل و العوز، اللا إدراك، ضحية الأب أو الأخ أو الزوج و حتى الحبيب، ضحية مجتمع يعاقب على الخطأ، و يتسامح مع الخطيئة، يستنكر الرذيلة و يتعامل معها، يغض النظر عن البعير إذ يراه يعبر سنم الخياط، و يتهم و يدين القشة التي قد تتسبب في قصم ظهر البعير!

و بدأت تتشكل امامي ملامح كتاب، و الملفات تلك، تحيي في ذهني صورة قديمة ظننت أن الزمن قد محاها من الذاكرة ضمن ما محا من أحداث .

ففي حوالي العاشرة من عمري، و فيما كنا نزور بيت معارف لنا في أقاصي المدينة، حدث أن سمعنا صوت هرج و مرج و جلبة خارج الدار، و خرج الجميع لاستطلاع الأمر، و ما هي إلا دقائق حتى اكتظ الزقاق الضيق بالناس زرافات زرافات، تخرج من البيوت المتلاصقة و الأزقة و الفروع، و لم ننتظر طويلا حتى خرجت امرأة مجللة بعباءة سوداء لا يبين منها شيء، يقودها رجلان من رجال الشرطة، يحميانها من رجل ضخم يتعقبها، يتهددها و يشتمها، و يلوح بسكين في يده، ألقيت المرأة دفعا في مؤخرة سيارة تقف في نهاية الزقاق، فيما كانت صرخات الاستنكار و الصفير و الصراخ و الهلاهل (الزغاريد) تنطلق من حناجر المتجمهرين سكنة البيت المتلاصقة .

و رغم أن أمي، وقتها، حاولت جاهدة (لأ أدري لماذا) ألا أسمع شيئا عن التفاصيل، و نهرتني مرارا و أنا احاول الاستقصاء أو حتى الإصغاء لأحاديث الكبار في ذلك المساء، إلا أنني عرفت، و بطرق شتى، أن تلك المرأة قد هربت من بيت أخيها إلى بيت حبيبها، و أن أحد الجيران قد وشى بها إلى الأخ، فجاء ليقتلها، فاستنجد أهل البيت بالشرطة، فجاؤوا و اقتادوها إلى المركز، ثم إلى بيت المختار (مختار المحلة) و قد تكون نهايتها على يد الأخ و سكينه الحادة، التي ما زال بريقها يتخاطف في ثنايا ذاكرتي لحد الآن .

و أذكر أنه رغم صغر سني آنذاك، لم أنم تلك الليلة كالمعتاد، كانت ليلتي ملئ بالكوابيس، و كنت أبكي بصمت تحت الغطاء، و أحاذر أن يعرف أحد من أهل البيت سر جزعي، و يكتشفوا سبب بكائي .

كان منظر المرأة الملفعة بالعباءة السوداء، المساقة للمجهول، مريعا، رهيبا و شنيعا في آن، و مشاعري نحوها كانت مزيجا غير متجانس من شفقة، و كراهية، وازدراء، و احتقار و تعاطف معا .

ظلت الصورة تلك، تغور في الذاكرة و تظهر، و تطل برأسها كلما واجهتني قضية تتعلق بمومس .

إن ندرة ما يوجد في المكتبات العربية عن هذا الموضوع، و شحة الدراسات، و صعوبة إجراء الحوارات، قد لا تشجع عى المغامرة بوضع كتاب واف، يتعلق بالبغاء، و الظاهرة عامة – كما يبدو – فحتى في مكتبات لندن الكبرى و الصغرى، لا نجد كتبا – كمصادر للدراسات – عن هذا الموضوع بالكثرة و الوفرة التي تتيسر بها كتب الأدب و الروايات و السير الذاتية و الرحلات و السكرتارية و الاقتصاد و التدبير المنزلي، و حتى كتب الحظ و تفسير الأحلام، و لابد لمن يريد وضع دراسة جادة، أن يلجأ إلى المكتبات القديمة، التي قد يتوفر فوق رفوفها طبعات قديمة خارج نطاق التداول .

هذه عقبة، أما العقبة الأخرى – التي تواجه كاتبا يحاول الولوج إلى "قراء عربية"، و رفوف مكتباتها – فهي أدهى و أصعب، ذلك لأن هذا الموضوع محظور، مما قد يسبب حظر تداول الكتاب بأكمله، و بالتالي يبرر إحجام الناشر على القيام بالمغامرة .

إن الخيط بين كتب الدراسات الجادة و كتب الإثارة الرخيصة، رفيع، و قد لا يبين، لكنما الخط الفاصل بينهما واضح للعيان .

فليس من حرج على كتب البحث أن تتصدر رفوف المكتبات، و تيسر للتداول و توضع تحت متناول كل يد، بينما كتب الإثارة الرخيصة، تتداول بالخفاء و تقرأ بالسر، و تتستر بجنح الظلام، كأية جريمة .

هذا الكتاب جهد متواضع عن قضية جوهرية ينكرها البعض جهرا، و يعترف بها سرا .

هذا الكتاب يبحث في موضوع محرم الخوض فيه، ممنوع الإشارة إليه، عن البغايا و البغاء، عن أقدم مهنة في التاريخ .

تضم محتويات الكتاب، بالإضافة إلى المقدمة و الخاتمة ثلاثة عشر فصلا :

الفصل الأول : أسباب البغاء و دافعه :

- تعريف البغاء : البغاء في اللغة

- من هي البغي

- الدوافع : الدوافع الدينية – الدوافع الاقتصادية – الدوافع النفسية – الدوافع الفيزيولوجية – دوافع أخرى .

الفصل الثاني : تجارة الرقيق الأبيض :

تجارة الرقيق في العصر الإسلامي

الفصل الثالث : تاريخ البغاء

الفصل الرابع : البغاء في العصر الحديث

الفصل الخامس :

البغاء في الأديان :

- إشارات في التوراة

- إشارات في الإنجيل

- إشارات ت في الإسلام

جولة في ثنايا الظاهرة :

- البغاء الديني

- تنظيم البغاء – البغاء الرسمي –

- نظام المحظيات و الخليلات و السراري

ــ الفصل السادس : بيوت البغاء :

- الأقفاص

- الحمامات

- بيت الجيشا

الفصل السابع : القوانين، العقوبات، الأمراض و العلاج

الفصل الثامن : الأمراض الزهرية و البغاء

الفصل التاسع : البغي في الآداب العالمية

الفصل العاشر : نساء للإيجار

الفصل الحادي عشر : بيوت سيئة السمعة

الفصل الثاني عشر : أشهر الغواني في التاريخ

الفصل الثالث عشر : مستقبل مهنة البغاء، أحدث مهنة في التاريخ

هذا وقد تضمن الكتاب مجموعة من المراجع العربية الأجنبية التي اعتمدت عليها الكاتبة في هذه الدراسة.

 

Les commentaires sont fermés.