Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

مسار امرأة صينية ثائرة: جيانغ جينغ (الحلقة السابعة)ـ

جيانغ جينغ و آخر المعارك الكبرى

مرة أخرى تصطدم جيانغ جينغ بالتحريفيين حول الثقافة، فقد دعا هؤلاء إلى استنساخ نماذج الغرب بحجة الحداثة، لقد كانوا يسعون إلى تشويه سمعة الفن البروليتاري، مثل الأوبرات الثورية، و غيرها من أعمال الثورة الثقافية، فهنا حيث ساد هذا الخط، تلقى الفن الثوري ضربات شديدة.

تحت تأثير شو إن لاي، الذي أراد فتح أبواب الصين أمام الغرب، تمت دعوة العديد من الفرق الموسيقية الأجنبية إلى الصين، و لم تكن هذه سوى واحدة من الجبهات، التي كانت تدور حولها معركة شرسة، بين رئيس الوزراء و جيانغ جينغ، كان ذلك يدخل في إطار هجوم عام متزايد من طرف اليمين، هجوم شمل معركة مهمة، كما سبق أن رأينا على الساحة الثقافية.

في الذكرى العاشرة لأوبرا بكين الثورية سنة 1974، كانت هناك مقالات و احتفالات، التي تدعم الثقافة الاشتراكية الجديدة، و انتقدت بصراحة أولئك و اللواتي، الذين و اللواتي اعتبروا و اعتبرن الأدوار البطولية للفلاحين فوق المنصات "غير لائقة"، و الذين طالبوا بعودة الأمراء و الأباطرة، و في نفس الوقت، نشرت كتب جديدة شجعت التحول الاشتراكي في مختلف المجالات.

تمجد هذه الأعمال، من بين أشياء أخرى، الإنجازات في الإنتاج الزراعي و التطورات النموذجية، سواء في الصناعة أو في حقول النفط في تايشينغ، و توسعا كبيرا في عمل "الأطباء الحفاة".

يبدو أن ماو أيد عرض بعض الأفلام، التي عارضتها جيانغ جينغ، و هذا لا يمثل إلا أهمية بسيطة، لكن اليمين جعل منه قضية كبرى، عندما استولى على السلطة، و شرع في الاعتقال المتلاحق لقادة الثورة الثقافية الأربعة. هذه الاختلافات الصغيرة بين الرئيس ماو و جيانغ جينغ كان مبالغ فيها بشكل صارخ، و تم إثبات التهم فيما يتعلق بهذه الوقائع المبالغ فيها.

لقد شجبت جيانغ جينغ و اليسار عرض فيلم جديد لهوا كيو فينغ، و أجهضوا عرضه، مؤقتا على الأقل، فقد أخرج هذا الأخير إنتاجا سينمائيا تمت فيه الإشادة بالأساتذة الحكماء و مقارنتهم بالقائمين بأعمال البستنة ذوي الذوق الرقيق.

كان العمل على إنتاج أعمال غنية بالألوان، لكنها تتعارض مع عمل التعليم البروليتاري في المدارس، وهو أمر يتناقض بشكل ملحوظ مع فيلم "القطع مع الأفكار القديمة"، الذي تم إخراجه في نفس الفترة، من طرف الشباب أتباع الخط الثوري المنتمي إلى اليسار، هذا الفيلم الذي يبرز بشكل حي الصراعات الطبقية.

لقد كان إنتاجا سمعيا بصريا دافع عن الحق في الالتحاق بالمدرسة، في مجتمع بورجوازي، و ندد بالأساتذة التقليديين المتزمتين، الذين اقترحوا برنامجا تعليميا يتناسب مع احتياجات البورجوازية بدلا من احتياجات الجماهير، التي كانت تعمل من أجل تحويل المجتمع.

و على الرغم من أن الفيلم تم تصويره خلال فترة "القفزة الكبرى إلى الأمام"، إلا أن موضوعه مناسب تماما لسنوات السبعينات. لقد أصبح هذا الفيلم في الواقع من الكلاسيكيات على نطاق عالمي، فقد وضع الطلاب و قادة و قائدات الحزب حدا للغطرسة البورجوازية للأيام الخوالي، و جروا في أعقابهم الكثير من المترددين.

كان الصراع السياسي داخل الحزب ينمو أكثر من أي وقت مضى، فقد تشكل خطان و سطر طريقان، لقد استعاد الكثير من التحريفيين مواقع مهمة جدا.

في يناير 1975، في المؤتمر الوطني الرابع لنواب الشعب، و على الرغم من انتصار اليسار سياسيا، فإن المناصب الرئيسية، التي شغلها اليمين في المجال التنظيمي سمحت له باستعادة المبادرة.

تم إطلاق نداء من اليسار، فقد كان من الضروري إعطاء المزيد من القوة للجان الثورية، و هذا على جميع المستويات، و من جانبه، وضع شو إن لاي خطة لتحديث الصين، تضع لها سنة 2000 كهدف عام، و هذه الخطة تتطلب المساعدة من الإمبريالية، و لا يمكن أن يؤدي إليها إلا إقامة علاقات رأسمالية، و الزيادة في الانقسامات بين الطبقات الاجتماعية، و كان مشروع هوا كيو فينغ، الذي يهدف إلى مكننة الزراعة مستوحى من نفس المبادئ اليمينية.

من جانبها، كانت جيانغ جينغ، التي تتابع عن كثب ما كان يتم تنفيذه، من قبل لواء تشاي الزراعي، قد فرض ضريبة على تقرير هوا "التحريفي" في المحاضرة حول دروس تشاي في أكتوبر 1975. و تلا ذلك صراع محموم، فقد كان تقرير هوا جزء من حركة يمينية، و لم يكن شيئا آخر أكثر من محاولة لتجاوز المسألة المركزية اليوم، بما فيها، ما إذا كانت الثورة ستدفع التنمية الشاملة للاقتصاد أم لا.

و قد أجاب ماو و قادة الثورة الثقافية الأربعة اليمين، بحملة لدراسة و تعزيز دكتاتورية البروليتاريا، وأشاروا إلى أنه على الرغم من أن الملكية، التي كانت تتطور، هي اشتراكية بشكل أساسي، إلا أنه لا تزال هناك العديد من بقايا الرأسمالية، التي يجب التغلب عليها مثل نظام السلع، سلاليم الرواتب المتدرجة و عدم المساواة المادية، و أن القانون البورجوازي - الامتيازات الاجتماعية و المادية، المبنية على التمييز بين قوة العمل للفرد بالمقارنة مع الآخر- لم يتم إلغاؤه بعد.

امتد هذا الصراع بين خطين إلى مجال التعليم أيضا، فقد كان الأمر يقوم على تحديد ما إذا كان تثوير التعليم كابح للإنتاج أم لا. و قد كتب بعض الأساتذة من جامعة تسينهوا إلى ماو يشتكون من "انخفاض مستوى الأداء الأكاديمي" في إشارة إلى معايير التعليم البورجوازية.

لقد دعا ماو إلى نقاش جماهيري، و شارك في ذلك بنشاط، قادة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الأربعة، و قد لعب شانغ شون شياو و غيره دورا رئيسيا في ذلك. و الآن و قد أصبحت ملاحظته مشهورة، فقد تم إدراكها بلا شك خلال هذا الصراع، بينما كان يؤكد: "هل سنمنح المكانة الأولى للمثقفين و الأرستقراطيين ذوي الوعي و الثقافة البورجوازية، أم نعطي المكانة الأولى للعمال الواعين، لكن بدون ثقافة؟ من هذين التصورين، ما هو التصور، الذي ستختارون؟".

لكن اليمين شوه سؤاله، لذلك قيل أن جيانغ كانت تعني أن العمال ليسوا في حاجة إلى التثقيف، و بالتالي تحديد مفهوم الثقافة ليخدم البورجوازية. لقد أصبح أكثر حدة، لاسيما ضد دينغ كسياو بينغ، ممثل الحزب الأكثر يمينية داخله، فقد عبر عن اتجاهه السياسي بشكل لا يمكن إنكاره من خلال الشعار "قط أسود، قط أبيض، لا يهم ما دام يصطاد الفئران". و قد تضمن برنامجه العام ملخص لوجهات نظره، دافع فيه عن "التوجيهات الثلاث (التي كان يراد منها بديلا و نفيا للصراع الطبقي البروليتاري) كخط رئيسي.

بعد وفاة شو إن لاي في يناير 1976، كانت قدرة اليسار على إدانة دينغ بالكامل (بدون أن يكون هناك شو لحمايته) معززة بشكل كبير، و بالتالي كان اليسار قادرا على أخذ المبادرة. لكن من ناحية أخرى، لم تكن قوية بما يكفي لتعيين شانغ شون شياو كوزير، في الصراع من أجل الخلافة، بالإضافة إلى الدور المحوري، الذي لعبه شانغ شون شياو في الثورة الثقافية، كعضو في مجموعة الثورة الثقافية، و كذلك الدور، الذي لعبه في شنغهاي، حيث كنست الوجوه التحريفية القديمة، لقد أصبح قائدا ذا أهمية كبيرة في مجموع الحزب، و كان مؤلف مقالات مبتكرة من قبيل "الدكتاتورية الكاملة على البورجوازية". كما لعب أيضا دورا مهما في مجموعة دراسة حول الاقتصاد السياسي لشنغهاي، و التي تدفقت عنها أعمال كتابية واسعة النطاق، التي تتعامل مع التحليل الطبقي في علاقته مع القوانين الاقتصادية في الاشتراكية و التناقضات التي تظهر فيها.

على الرغم من أن اليسار نجح في عرقلة مسيرة دينغ كسياو بينغ إلى الأمام، إلا أنه كان من الضروري تقديم تنازلات، و هو القبول بهوا كو فينغ كوزير، الذي لم يكن شخصية بارزة في اليمين، هذا الأخير الذي لم يكن له عدد كبير من الأتباع.

لقد كانت جيانغ جينغ نشيطة جدا وسط هذا الصراع، فقد لعبت فيه دورا بارزا للغاية، مما أثار غضب دينغ كسياو، و قد كان اليمين هو المحرض على أعمال الشغب المعادية للثورة في ميدان تيانانمن في المحاولة الانقلابية في أبريل 1976.

كان الهدف المزعوم، يتجه إلى مهاجمة ماو و سياساته بذريعة الاعتراف بخط تحديث شو إن لاي، لكن الشخص الذي أراد التحريفيون مهاجمته، كان هو جيانغ جينغ، من خلال ملصق كونفوشيوسي تافه، و هكذا أطلق على هذه الثورية "الامبراطورة دواجر"، و هو اسم لأحد الحكام الإقطاعيين، الذي قمع تمرد البوكسر سنة 1900، و الذي من وجهة نظر تاريخية، يشبه إلى حد كبير نظام دينغ كسياو بينغ، الذي ذبح الطلاب و العمال سنة 1989.

بعد هذا الحادث، الذي تم إيقافه بواسطة جيش التحرير الشعبي، و المليشيات الشعبية، زعم أن مهمة جيانغ كانت تنظيم سحب أكاليل الزهور التذكارية في ميدان تيانانمن، و هي مبادرة اعتبرت مسيئة لليمين، و تمت محاولة استخدامها ضد ديانغ كينغ، و أقيل دينغ من جميع مناصبه لتحريضه على أعمال الشغب هذه، في حين دعم ماو و اليسار الحملة من أجل دكتاتورية البروليتاريا. لقد كانت الرصاصة موجهة إلى دينغ، و الخط المنحرف لليمين.

و حول هذا، أدلى ماو بتعليقه الشهير: "تصنعون الثورة و لا تعرفون أين توجد البورجوازية: حسنا، إنها في قلب الحزب الشيوعي، إن أنصار الطريق الرأسمالي دائما في طريقهم إلى الرأسمالية".

كان هذا، الجوهر نفسه لدعوى و هجوم اليسار، و كان يقودها الخمسة: ماو، و القادة الأربع للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، الذين شكلوا النواة السياسية، و الذين وجهوا ضربة قاضية إلى اليمين، و قد أثارت الحلقة مواجهات حامية بين المقرين العامين داخل الحزب، و غني عن القول أن التحريفيين فعلوا كل ما في وسعهم  لمنع هذه الحملة و تطوير الحركة الجماهيرية.

وفاة ماو و الانقلاب الرأسمالي

في التاسع من شهر شتنبر في سنة 1976، يلفظ ماو أنفاسه الأخيرة، و يتنفس التحريفيون، أخيرا، الصعداء.

و في الوقت، الذي شاركت فيه الجماهير الصينية، و كذلك الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم الحزن على هذه الخسارة التي لا تقدر بثمن، كان التحريفيون الصينيون راضون عن أنفسهم، و يستعدون للانقضاض على السلطة، و على رأسهم الخليفة الرسمي هوا كيو فينغ، و معهم ممن تمكن من اغتصاب السلطة، بما في ذلك جزء من القوات المسلحة. كان التحريفيون قادرون على إنجاح انقلاب بضعة أشهر بعد وفاة ماو، و قاموا على الفور باعتقال زعماء قادة الثورة الثقافية الأربعة، و كذلك أولئك الذين كانوا يساندونهم. لقد انتهت دكتاتورية البروليتاريا في الصين فجأة، و كثير من أولئك و أولئك، كانوا يعرفون أن نهاية ثورة بدأت تدق على التو.

لم يتم خداع الكثير، و تكهنوا بأن التيار اليميني وراء الدعاية المزيفة، التي أمطرت على الصين.

زعمت وسائل الإعلام، أن قادة الثورة الثقافية الأربعة، هم الذين يشكلون في الحقيقة "اليمين التحريفي"، و أنهم، خاصة فيما يتعلق بجيانغ جينغ من أتـباع الكيومنتونغ، و أن الأربعة، جيانغ جينغ، شانغ شون شياو، ياو ون يوان، وانغ هونغ وين، و العديد من رفاقهم هم أعداء ماو، و قد قيل أن ماو نفسه، كان سيوافق على هذا القمع للتغلب على الثورة المضادة.

في محاولة لتوطيد السلطة، كان اليمينيون في الدرك الأسفل من الدناءة، عندما أضافوا إلى ذلك حملة تشويه في حق القادة الأربعة، و أمطروهم بالنقد الكاذب، تحت ذريعة الحوادث البسيطة في الماضي، التي صبغوها بطلاء بنسب تليق بها حكاية رائعة.

إن كونفوشيوسيي العصر الحديث هؤلاء، يبذلون كل ما في وسعهم لتشديد قبضة سلاسل التقاليد بواسطة طاحونة من الشائعات، التي نشروها من أجل قضيتهم، فقد اختاروا مهاجمة المرأة جيانغ جينغ بأكبر ما يمكن ان تكون الشراسة. لأنها زوجة ماو، فقد كان عليها أن تتحمل كل ما عانت منه الصين من المحن حتى الآن، لكن كان عليها أن تتحمل العبء الخاص بجميع الأخطاء، التي ارتكبت خلال الثورة الثقافية حسب زعم اليمين.

لقد كانت هناك مقاومة بطرق عديدة، فقد كان من بين التهم الرئيسية خلال "المحاكمة" سنة 1980، أنه كانت هناك مؤامرة عسكرية في شنغهاي ردا على الانقلاب. كان لشانغ شون شياو، إلى جانب العديد من أتباعه تأثير كبير في هذه المدينة اكتسبه خلال النضال الحاد، والتحولات العميقة الناتجة عن الثورة الثقافية. لقد أصبحت شنغهاي مشهورة بسبب "عاصفة يناير"، عندما انضم ملايين العمال إلى الفلاحين و الطلاب، و غيرهم لاستعادة السلطة، التي اغتصبها التحريفيون في لجنة بلدية الحزب سنة 1967.

في غشت 1976، عندما أصبحت المواجهة داخل الحزب أكثر وضوحا، تم توزيع الأسلحة والذخيرة على مليشيات شنغهاي الشعبية، التي يبلغ قوامها مليون شخص، و التي تم إنشاؤها من قبل اللجنة البلدية الثورية قبل بضع سنوات.

و بمجرد ما تمت معرفة القبض على القادة الأربعة، تم تنفيذ خطة عمل مفصلة لسد بوابات المطارات، و إغلاق مكاتب الصحافة و الإذاعة، و بدأت الإضرابات و المظاهرات و تعبئة مليشيات النساء و الرجال للعمل بالاشتراك مع حامية قيادة شنغهاي.

لقد حشد زعيم شيوعي أكبر سنا، و هو تشو يونغ جيا، المقرب جدا من شانغ شون شياو، و زعيم لجنة تحرير حزب شنغهاي، الثوار لإعدادهم للعمل، داعين إلى "كومونة باريس جديدة". فقد قال أنه، إذا صمدنا فقط لمدة أسبوع أو خمسة أيام أو ثلاثة، لا يهم ! الشيء المهم، هو السماح للعالم بمعرفة ما يحدث بالفعل هنا!". بعبارة أخرى، أن هذه الثورة ستوضح أن انقلابا تحريفيا قد حدث للتو، لكن هناك ثوار قاوموا ذلك بشراسة.

كانت معظم التقارير، التي تناولت الحدث، جاءت من هونغ كونغ، و كانت هناك بعض التقارير في الصحافة التحريفية نفسها، لكن تفاصيل هذا التمرد تبقى غير معروفة. من جهة أخرى عرفت الثورة بعض الإخفاقات، و تم استدعاء القادة على وجه التحديد إلى بكين، لقد اتضح أكثر فأكثر أن الثوار فقدوا مبادرة انتفاضة عظيمة.

في الواقع أرسل مدبرو الانقلاب قوات إلى المدينة لمنع أية انتفاضة، و مع ذلك، في 13 أكتوبر، كان هناك قتال مسلح في صفوف بعض وحدات المليشيات. و بعد أسبوع تم وضع القادة الأربعة في الظل، و بمجرد ما تمت معرفة اعتقالهم في شنغهاي في 10 أكتوبر، تجمع الآلاف من الأشخاص يوميا في المقرات المركزية الاستراتيجية، لمعرفة ما الذي سيباشره القادة من تصرف، و قد قام زهو بمداخلة حكيمة، عندما تحدث عن الحاجة إلى عمل سريع و حاسم، و قد كان يحظى بدعم كبير من الجماهير، الدعم، الذي سيأتي، ليس فقط من شنغهاي، و لكن من جميع أنحاء البلاد .

لأسباب عديدة، لم تكن قيادة الحركة قادرة على التعبئة في الوقت المناسب، و مع ذلك، فقد سلطت الضوء على الموقف الحاسم و بدون تسوية، الذي اتخذته جيانغ جينغ و شينغ شون شياو لتحدي سلطة صانعي الانقلاب، و على الرغم من شاشة الدخان، التي خلقها هو، و التي حاولت الدفع بالاعتقاد بأنهم يتصرفون كما كان يريد ماو، ففي شوارع الصين نرى أكثر فأكثر، من بين الجماهير من يؤدي التحية بالأصبع الخمسة من وراء ظهر مسؤولي السلطة. لا حاجة للكلام من أجل الفهم، لقد كان الثوريون: ماو و الأربعة هم الذين من تمت الإطاحة بهم.

و قد أفاد مراقب من الخارج، كان في شنغهاي آنذاك، أن جميع الأحاديث و التحركات كانت مراقبة عن كثب، و أن هناك توترات قوية للغاية بين الناس. لقد تمت إزالة الملصقات الرسمية للجنة المركزية، التي تدين قادة الثورة الثقافية الأربعة عن جدران محطة سكة حديد نانجينغ.

مما لا شك فيه، أنه لا يزال هناك العديد من القصص، التي يجب كشفها و اكتشافها، فقد مارس المناهضون للثورة قمعا وحشيا بسرعة و بشراسة، و قاموا باعتقال و سجن المتعاطفين من اليسار المعروفين، حيث أعدم العديد منهم.

كان هذا الانقلاب في الصين، بمثابة ضربة رهيبة للشعب الصيني و للشعوب في جميع أنحاء العالم، فقد كانت الصين الثورية منبعا مشرقا للتشجيع، بالنسبة لمآت الملايين من الناس، الذين يطمحون إلى التحرر من نير الاضطهاد، فخلال الستينات حذرت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو و المقر العام وسط الحزب من الإطاحة بالسلطة البروليتارية و عودة الرأسمالية. و لمدة عشر سنوات طويلة تم إحراز تقدم هائل من قبل أولئك من الرجال و النساء، الذين صورهم التاريخ على أنهم ديس عليهم و استبعدوا. كم كانت البروليتاريا ستربح من الأرض خلال هذه الأحداث، فقد تم تطوير العلم الثوري، و تم إغناؤه على مستوى نوعي لم يتحقق لحد الآن.

قريبا سيتم الحديث عن الماركسية- اللينينية فكر ماو، سترى النور أحزاب جديدة، ومنظمات جديدة في جميع أنحاء العالم مستلهمة من الثورة الصينية. و لرؤية هذا التحول الجذري بهذا الشكل، و العميق للمجتمع، في ظل حكم البروليتاريا، و أن تحطمه حفنة من القادة التحريفيين البورجوازيين، الذين كانوا في وسط الحزب، و الذين اغتصبوا سلطة الدولة، من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة، فقد كان ذلك أمرا لا يطاق.

و لكن في الوقت نفسه، أعطى ماو في قلب الثورة الاشتراكية أسلحة جديدة للماركسيين – اللينينيين، الذين عليهم امتلاكها من أجل فهم طبيعة هذا الانقلاب، و اطلاعهم على كيفية مواصلة الطريق نحو الشيوعية. لم يكن هذا مهمة سهلة، فقد كان من الضروري عمل تركيب لطبيعة المجتمع الاشتراكي، و كذلك ما يتعلق بمساهمات ماو في العلم، و كذلك في الأحداث، التي وقعت في الصين بتحريك من المعارضة الشجاعة، التي اضطلعت بها جيانغ جينغ و شانغ شون شياو، و رفضت العديد من الأحزاب و المنظمات الماركسية – اللينينية التخلي عن الثورة في مواجهة خيانة التحريفيين الصينيين، و كذلك الهجوم الإيديولوجي المعادي للشيوعية، الذي وضعته البورجوازية موضع التنفيذ على التو.

بعد القبض على المقر العام الثوري، نفذ النظام عمليات تطهير واسعة النطاق في الحزب، و في 1977، بدأت عمليات الإعدام. و في أقل من عامين تم إلغاء اللجان الثورية، و رجعت الامتحانات من أجل الالتحاق بالجامعة، و رجع نظام الامتيازات (الذي استفاد منه إلى حد كبير أبناء قادة الحزب الجديد). و تم تعديل أو حظر إنتاج الأفلام السنيمائية و غيرها من الأعمال، التي تم إنتاجها تحت إشراف جيانغ جينغ، و أعاد التحريفيون تعميم النسخة القديمة من رقص الباليه للفتاة ذات الشعر الأبيض، و هي نسخة كانت تعرض قبل الثورة الثقافية، و شددوا على جانب الحب في الباليه، و تم إحياء قتل الأطفال الصغار من الإناث، و أصبح الأطفال الذكور مرة أخرى عنصرا ذا قيمة، و انطلقت النسور الأجنبية مثل كوكا كولا و ميسوبيشي، من أجل خلق أسواق جديدة في الصين، حيث يتلاءم الإنتاج مع حاجيات الإمبريالية. و قد تم التشجيع على هذا الإنتاج بواسطة أنظمة المكافآت، و تزايدت التقسيمات في الأجور بسرعة، و باختصار، رجعت الرأسمالية الانتقامية إلى الساحة.

كل هذا تم في جو ثقيل من القمع، الجو الذي جر معه الخط "الرسمي" الجديد للحزب. لقد توقف صراع الخط السياسي، الذي قدم إلى الأمام بناء الاشتراكية، خلال أكثر من 20 سنة، بشكل مفاجئ.

جميلة صابر

28 / 5 / 2019

 

Les commentaires sont fermés.