Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

أولرايك ماينهوف: المناضلة الثائرة و القائدة المنظرة و الشهيدة الثورية

 

أولرايك ماينهوف

المناضلة الثائرة و القائدة المنظرة و الشهيدة الثورية

تقديم :

حلت يوم 7 أكتوبر 2019، الذكرى 43 على اغتيال الشهيدة المناضلة الثورية الألمانية "أولرايك ماينهوف" (Ulrike Meinhof) التي تميز مسارها النضالي بمساهمات متعددة في المجال الصحافي والفني (كاتبة سيناريو) و السياسي و الفكري، و شكلت مع "أندرياس بادر" الثنائي الثوري القيادي الأكثر شهرة ل "الراف" (RAF) ("فصيل الجيش الأحمر")، الذي لعب دورا بارزا في قيادة التنظيم المسلح، إلى جانب مناضلات و مناضلين آخرين، ساهموا في العديد من العمليات المسلحة ضد مؤسسات الدولة الإمبريالية الألمانية و ضد القواعد العسكرية و الاقتصادية للإمبريالية الأمريكية في ألمانيا، و قد كانا ثنائيا متكاملا بحيث اتسمت "أولرايك" بمساهماتها النظرية، التي كانت تقدم البناء النظري للتنظيم الثوري، بينما تميز رفيقها "أندرياس بادر" بقدراته الكبيرة في مجال القيادة العملية للحركة و التنظيم الثوري، دون نسيان أنه كان من الأوائل الذين نظروا للعنف الثوري في ألمانيا آنذاك.

و على نهج أسلافها الثوريين الماركسيين الألمان، كانت "أولرايك ماينهوف" أممية حتى النخاع، تساند كل القضايا العادلة للشعوب و الأمم المضطهدة، و قد حضي الشعب الفلسطيني لديها و لدى رفاقها الثوريين باهتمام خاص، حيث كانت تجمع "الراف" علاقة قوية بالتنظيمات اليسارية الفلسطينية، خاصة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي ساهمت في تكوين الكوادر العسكرية الأولى للتنظيم الثوري الألماني في كل من الأردن و غزة (شارك في هذه الدورة التكوينية العسكرية كل من "هورست ماهلر"، "أندرياس بادر"، "غودرون إينسلين"، "أولرايك ماينهوف"، "بيتر هومان"، "برجيت اسدونغ"، و قد شارك جزء من المجموعة في عمليات مسلحة ل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين").

كانت ألمانيا الفدرالية خلال سنوات الستينات من القرن الماضي، خاضعة في المجال السياسي لنفوذ حزبين سياسيين كبيرين، هما الحزب الاجتماعي الديموقراطي و الحزب الديموقراطي المسيحي، اللذان لوحدهما كانا يمثلان ما يقارب 90% من مقاعد البرلمان، مشكلين ما كان يسمى ب "الائتلاف الكبير"، بينما كان يمنع منعا كليا كل نشاط لحزب شيوعي، مما جعل البعض يرى أن الحياة السياسية في ألمانيا قد تم إقفالها.

و ظهرت المعارضة من خارج البرلمان، خاصة داخل الحركة الطلابية الألمانية، التي عرفت أوجها ابتداء من 1966، حيث بدأت مئات الآلاف من الطلبة تخرج إلى التظاهر، ضد جرائم الحرب الإمبريالية الأمريكية في الفيتنام، لكن الولادة الحقيقية لهذه المعارضة ستتم في 2 يونيو 1967 عندما خرجت الجماهير الطلابية في تظاهرات عارمة ضد زيارة شاه إيران لألمانيا، و خلال هذه المظاهرات قتل "بينو أوهنيسورغ".

في أوج المظاهرات الطلابية، التي كانت تعرف تصاعدا، قام مجموعة من المناضلين، الذين سيعملون على تأسيس "الراف" لاحقا، بإشعال النيران في المتاجر عن طريق قنابل حارقة، و سيتم اعتقالهم بعد يومين على ذلك، و سيقدمون إلى المحاكمة، و هؤلاء هم : "أندرياس بادر"، "غودرون إنسلين"، "ثرولد برول" و "هورست شهنلاين"، و خلال محاكمتهم، سيعلنون عن مسؤوليتهم عن الحريق، باعتباره أسلوبا للاحتجاج ضد اللامبالاة اتجاه الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفيتنامي، و قامت رئيسة تحرير المجلة اليسارية الشهيرة "كونكريت"، "أولرايك ماينهوف" بالدفاع عنهم. و في سياق عام اتسم بحملات واسعة من طرف الجرائد الألمانية ضد اليسار الثوري، قام أحد الفاشيين يوم 11 أبريل 1968، باغتيال الزعيم الطلابي الثوري "رودي دوتشكي"، فاشتعلت الحركة الطلابية، و اتسعت دائرة التعبئة النضالية، و احتل الطلبة أغلب الجامعات الألمانية، و دارت معارك كبيرة بين الحركة الطلابية و الأجهزة القمعية للنظام الحاكم، و انتهت المعارك باعتقال 1000 طالب ألماني، و مئات الجرحى و قتيلين، و قد عرف الوضع أوجه عندما صادق البرلمان الألماني على قوانين الطوارئ الاستثنائي لمواجهة الوضع.


و في يوم 14 ماي 1970، قامت مجموعة مسلحة بتحرير "أندرياس بادر" من السجن، و قامت نفس المجموعة بتوجيه رسالة إلى مجلة "883"، حيث جاء في آخرها الدعوة إلى : "تطوير الصراعات الطبقية، تنظيم البروليتاريا، البدء، عن طريق المقاومة المسلحة، في بناء الجيش الأحمر".

هكذا، شكل يوم 14 ماي 1970، تاريخ تأسيس "فصيل الجيش الأحمر" (الراف).

وقد تميز النشاط العسكري المسلح للتنظيم الألماني خلال السبعينات بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في ألمانيا، و من الأمثلة الشهيرة على ذلك، التي تدخل في إطار التضامن مع نضال الشعب الفيتنامي، مهاجمة التنظيم للحاسوب المركزي العسكري للولايات المتحدة في مدينة "هيدلبورغ"، الذي كان يقوم بتخطيط كل أعمال الهجوم و القنبلة ضد الشعب الفيتنامي، و لم تترك عمليات التنظيم الثوري أجهزة النظام الألماني البوليسية و غيرها تنعم في سلام، بل كانت هي الأخرى محط هجوماتها المتتالية.

تنتمي "أولرايك ماينهوف" إلى الجيل الأوربي الثوري في نهاية الستينات و بداية السبعينات من القرن الماضي، الذي يئس من الخطوط التحريفية الإصلاحية للأحزاب الشيوعية في أوربا الغربية و غيرها، فخرج يبحث عن الطريق المؤدية إلى الثورة، و إلى التضامن مع حركات التحرر الوطني و الشعوب و الأمم المقهورة.

هكذا ظهرت إلى الوجود أسماء منظمات ثورية جديدة تحمل أسماء مختلفة مثل "الألوية الحمراء" و "الخط الأمامي" بإيطاليا، و "اليسار البروليتاري" و "العمل المباشر" بفرنسا، و "الخلايا الشيوعية المكافحة" ببلجيكا، "الفهود السوداء" بأمريكا، و حركات كثيرة في أمريكا اللاتينية من قبيل "حركة التحرر الوطني: "توباماروس" بالأروغواي، و "جيش التحرير الوطني" بالبرازيل، و "حركة توباك أمارو" بالبيرو، و "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" ...، إضافة إلى التنظيمات الثورية القائمة من قبيل "الجيش الجمهوري السري الإيرلندي" (إيرا)، و "حركة إيتا" بمنطقة الباسك بإسبانيا و غيرها.

كان العالم في زمن "أولرايك" يمور بالحركات الثورية المتنوعة في خطوطها الإيديولوجية و السياسية و الاستراتيجية، رغم أن الاتحاد السوفياتي آنذاك كان يرزح تحت قيادة تحريفية، لكن إسهامات الثورة في الصين و ألبانيا و الفيتنام كانت تؤجج النضالات الثورية في الدول الرأسمالية الإمبريالية، و لدى حركات التحرر الوطني في القارات الثلاث، و كان الشباب الثوري ينهل من كتابات ماركس و انجلز و لينين و هو شي منه و ماو تسي تونغ و جيفارا ، و من الإرث الثوري للحركة الشيوعية العالمية، رغم أن استيعاب هذا الإرث كان متفاوتا لدى هذه المجموعة الثورية أو تلك، و رغم أن الثورة الثقافية البروليتارية الصينية قد انتصبت كقلعة شامخة في مواجهة التحريفية العالمية بقيادة الاتحاد السوفياتي، و رغم دروسها، فقد ظل الخط الثوري لدى العديد من المنظمات الثورية ملتبسا غير قادر على وضع خط فاصل بين الماركسية – اللينينية و التحريفية، بين خط الثورة البروليتارية العالمية و خط التحريفية العالمية، و رغم هذه الحدود التي اتصفت بها الحركات الثورية خاصة في أوربا، فلا يمكن الاستهانة بهؤلاء وأولئك من الثوريين و الثوريات، الذين حاولوا أن يلقوا بالخطوط التحريفية أرضا، و تجرأوا على البحث عن الطريق الثوري، فسقط منهم الكثير من الشهداء و الشهيدات، من بينهم "كارلوس مارغييلا" و "إرنستو شي جيفارا" و "أندرياس بادر" و "تمارا بونكي" و "أولرايك ما ينهوف" و كثير غيرهم.

إن "أولرايك ماينهوف" تنتمي لهذا الجيل الثوري، بانتصاراته و إخفاقاته، و حدودها هي حدود هذا الجيل، فرغم أنها كانت متأثرة بأفكار ماو تسي تونغ، إلا أنها لم تستوعب دروس الثورة الثقافية البروليتارية الصينية، فخاضت معركتها ضد الامبريالية الأمريكية، باعتبارها نضالا على الصعيد العالمي مستمرا إلى حدود الانتصار، و لم تدرك أهمية النضال من داخل القلعة الإمبريالية الألمانية، و بذلك غاب عن ذهنها و ذهن رفاقها فكرة بناء الحزب الثوري الشيوعي الماركسي – اللينيني في زمن مناهضة الإمبريالية و التحريفية العالمية.

في 15 يونيو 1972، اعتقلت الأجهزة القمعية الألمانية عن طريق وشاية، المناضلة الثورية "أولرايك ما ينهوف"، و وضعت في سجن "ستامهير" السيئ الذكر، و الذي كان يخضع لإجراءات أمنية قصوى، و وضعت "أولرايك" في زنزانة انفرادية، حيث خضعت لأبشع تقنيات التعذيب المسماة : "التعذيب الأبيض"، حيث يخضع المعتقل إلى أقصى درجات العزلة لدفعه إلى الجنون و الانتحار، و قد تحدثت "أولرايك" في رسائلها من السجن عن هذه التجربة المريرة، التي خضعت لها فيما يسمى ب "ممرات الموت" (انظر رسائلها من السجن)، و في 9 ماي 1976 اغتالت أجهزة القمع الألمانية الرفيقة "أولرايك ماينهوف"، وأعادت سنة 1977 الكرة، فاغتالت رفيقها "أندرياس بادر" في التنظيم الثوري.

إن الحديث عن "أولرايك ماينهوف" و غيرها من الثوريات اللواتي سبق الحديث عنهن في هذه السلسلة من البيوغرافيات، الهدف منه هو التعريف بنساء ثوريات حملن على عاتقهن، في مراحل و سياقات مختلفة مسؤولية النضال الثوري، و في نفس الوقت، نشر ثقافة النضال الثوري النسائي و شحذ همم النساء خاصة الشابات منهن، من أجل النهوض بأعباء النضال الثوري الجديد، علما أن تحرر النساء من صنع النساء، و في نفس الوقت هو مسؤولية ملقاة على كاهل الماركسيين – اللينينيين الثوريين و الماركسيات – اللينينيات الثوريات على حد سواء، فلا عذر للمنسحبين من جبهة النضال هاته، و لا مكان لأنصاف المناضلين.

ان لكل مناضلة ثورية مسارها و تجربتها و حدودها في نفس الوقت، التي علينا أن ندركها الآن لنستحق الافتخار بكل تضحياتهن و عطاءاتهن مستحضرين في نفس الوقت حدود تلك التجارب بوضعها في سياقاتها التاريخية، و عدم تحميلها أكثر مما يلزم، فنقع في التبخيس أو في التضخيم و ننسى الدروس الحقيقية، و نعبر إلى المستقبل دون تمحيص الماضي و استخلاص دروسه للمستقبل.

فلتتجرأ الماركسيات – اللينينيات على النضال، و لتحتلن الصفوف الأمامية لمواقع النضال الثوري و لو تطلب الأمر من أجل ذلك، القيام بثورة في الثورة.

مقدمة:

"الاحتجاج، هو عندما أقول أن هذا لا يلائمني، و المقاومة، هي عندما أعمل على أساس أن الذي لا يلائمني لن يحدث بعد الآن، و الاحتجاج هو عندما لن أشارك بعد الآن، و المقاومة هي عندما أعمل بحيث أن كل الآخرين لا يشاركون هم أيضا منذ الآن". ("الموقف الطبقي"، أولرايك ماينهوف).

"تجرأ على النضال، تجرأ على النصر! اهجموا و حطموا سلطة الإمبريالية! إنه من واجب كل ثوري صنع الثورة! ندعوا جميع مناضلي الجمهورية الفدرالية إلى جعل جميع المؤسسات الأمريكية أهدافا لهجماتهم في نضالهم ضد الاإبريالية الأمريكية، عاشت "را ف". ("الموقف الطبقي"، أولرايك ما ينهوف)

هكذا تكلمت "أولرايك ماينهوف"، وكان الزمن نهاية الستينات و بدايات السبعينات من القرن العشرين الحبلى بالأحداث السياسية، أهمها الحرب الإمبريالية الأمريكية ضد الشعب الفيتنامي، و كانت أصداء الثورة الثقافية البروليتارية الصينية الكبرى تلقي بأنوارها على شعوب العالم، و كان المكان الجمهورية الفدرالية الألمانية (ألمانيا الغربية) حيث النظام الألماني الإمبريالي يمشي ذليلا في صف الإمبريالية الأمريكية، فاتحا جغرافيته للقواعد العسكرية الأمريكية، و كان الشباب كله حنق و غضب من العنجهية الأمريكية، و هي تعتدي على الشعوب و تعيث ظلما في الشعوب التواقة للتحرر.

هذا هو السياق التاريخي الذي بزغ فيه نجم الثورية الألمانية "أولرايك ما ينهوف" خليفة الثوريتان الألمانيتين، "كلارا زتكين" و "روزا لوكسمبورغ".

1) الولادة و النشأة:

ولدت "أولرايك ماينهوف" في 7 أكتوبر 1934 في مدينة "أولدنبورغ"، وفي سنة 1936 انتقلت عائلتها إلى "يينا"، والدها هو المؤرخ و الفنان الدكتور "إنجربورغ ما ينهوف"، و الذي أصبح مديرا لمتحف المدينة، توفي سنة 1940 متأثرا بداء السرطان. أما والدتها فهي "اينجبورغ ماينهوف"، امتهنت التدريس بعد الحرب العالمية الثانية، وتوفيت بدورها نتيجة إصابتها بالسرطان.

في سنة 1946، عادت الأسرة إلى مدينة "أولدنبورغ"، عندما انتقلت مدينة "يينا" إلى الاتحاد السوفياتي وفق اتفاقية مؤتمر يالطا. حصلت "أولرايك" سنة 1952على دبلوم المدارس التحضيرية للدراسات العليا في مدرسة "فلبورغ"، ودرست الفلسفة و السوسيولوجيا و التربية. أصبحت "أولرايك ماينهوف" عضوة في الحزب الشيوعي الألماني، الذي تم حظره سنة 1959، و غادرته سنة 1964 (في سنة 1968، أصبح الحزب يعمل في الشرعية تحت اسم "الحزب الشيوعي الألماني"). وبموازاة ذلك، كانت النضالات الطبقية في ألمانيا الغربية تعرف نموا لا بأس به، ونضالات الشباب الألماني تقودها الحركة الطلابية، كما هو الحال في العديد من الدول الأوربية، موجهة بالأساس ضد الحرب الامبريالية في الفيتنام. كمثقفة لامعة، أصبحت "أولرايك ماينهوف" صحافية في مجلة "كونكريت"1، المجلة الثقافية الشهرية لليسار الثوري، حيث ظلت تكتب فيها لمدة عشر سنوات.

2) المسار الثوري ل"أولرايك ماينهوف":

بدأ النشاط النضالي الفعلي ل"أولرايك"، في خضم الاحتجاجات على زيارة شاه إيران إلى برلين، و المواجهات التي حصلت للمتظاهرين مع رجال القمع، و ما رافقها من أحداث عنيفة، فقد كانت ألمانيا محجا للأنظمة الرجعية حليفة الإمبريالية. من خلال مشاركتها في احتجاجات الشباب الثوري، ارتبط مصيرها بكل من "غودرون أنسلين"، و التي اعتبرت العقل التنظيمي الأول ل "فصيل الجيش الأحمر" إلى جانب الشخصية القيادية للتنظيم، "أندرياس بادر"، و قد تميزت "أولرايك" بكتابة بيانات التنظيم بلغة مؤثرة و خطاب هجومي، أبانت فيه، كمناضلة ثورية، عن قدرات سياسية كبيرة.

كانت أفكار "أولرايك" أفكار جيل يساري ثوري أوروبي لجيل بأكمله، فقد عاشت في مرحلة، حيث كانت الإمبريالية العالمية تحاول تسويق ما تسميه بإنجازاتها الاقتصادية، وديموقراطيتها البرلمانية، وكان الحديث عما يسمى ب "المعجزة الألمانية". لقد كانت "أولرايك" صدى لهؤلاء الرجال و لهؤلاء النساء في برلين، في روما، في باريس ... الذين منذ سنوات الستينات و هم يشاركون في نضالات اليسار الثوري، إن انتقادها للعلاقات الاجتماعية الرأسمالية، كرهها للاضطهاد، تجريمها للحروب الاستعمارية و الإمبريالية، تضامنها مع حركات التحرر في بلدان "العالم الثالث"، رفضها الجذري للنظام القائم، جعل منها ثورية لا يشق لها غبار.

تقول "أولرايك" راسمة صورة دقيقة لألمانيا ذلك الزمان :

" لا أرى فرقا حقيقيا بين الإرهاب البوليسي الذي عشناه في برلين، و الإرهاب الإرهابي لسنوات الثلاثينات (زمن النازية).

لقد توصلت "ماينهوف" إلى فهم الوضعية في ألمانيا الغربية بشكل عميق، فقد فهمت أن التقاليد النازية ما زالت حاضرة، و يجب النضال ضد اللامبالاة، والعمل على مساندة التقاليد الثورية، كما فهمت مخطط الإمبريالية الأمريكية، باستعمال ألمانيا الغربية كقاعدة اقتصادية من أجل تطورها الخاص، و أيضا كقاعدة عسكرية ضد الفيتنام، و بطبيعة الحال ضد "المعسكر الاشتراكي"، لقد أدركت "أولرايك" أن نظام ألمانيا الغربية ليس سوى كركوز للإمبريالية الأمريكية.

لقد أحبت "ماينهوف" الحياة بما يكفي، الشيء الذي جعلها لا تقبل بنظام سحقها في نهاية المطاف، النظام الأكثر قمعية، فلم تجد "ماينهوف" إلا طريق العنف الثوري من بين أشكال النضال الأخرى، للانتصار على النازية اليومية التي كانت تهدد أوربا.

تتلخص مواقف "ماينهوف"، فيما قالته عن الموقف الطبقي سنة 1976، من خلال أحد نصوصها ترد فيه على موقف المتفرج الذي يدافع عنه البعض:

" لا يتعلق الأمر بتحديد للمعنى، لأن النضال، أي ما هو رئيسي، قد تم إلغاؤه، إن موقفك لا يوجد إذا بقيت فوق برجك تراقب (محطك)، فهذا لا علاقة له بما نحن نريده. إننا نريد ما نريده، أي الثورة، وبمعنى آخر، هناك هدف، وبالعلاقة مع هذا الهدف ليس هناك موقف، ليس هناك سوى حركة ونضال، العلاقة بالكائن، كما تقول، هي: أن تناضل: هناك وضع طبقي: بروليتاري، بلترة ...، الإذلال، الإهانة، نزع الملكية، عبودية، بؤس" ("الموقف الطبقي"، أولرايك ماينهوف).

عاشت "ماينهوف" فترة حكم "أديناور"2، في أجواء خانقة، حيث لا تزال مستنقعات الماضي تكتسح الأجواء، فعاهات الحاضر الذي تعيشه المرأة هو من ذلك الإرث النتن، تقول "أولرايك":

"خلال 14 سنة من حكمه، صنع أديناور 55 مليون ألماني – من الكتاب و القراء و السياسيين و المعلقين و منتجي الأفلام أو المخرجين، التلفزيون و المشاهدين – شعب من نصف المخبرين و غير المطلعين، يقول البعض نصف ما يعرفونه، و البعض الآخر يعرف فقط نصف ما يجب أن يعرفوه، جميعهم تشوشوا بالأحكام المسبقة، محاطون بالطابوهات، متشابكين للغاية مع الأوهام إلى درجة لم يعودوا فيها قادرين على إدراك مصلحتهم و اهتماماتهم الخاصة".

"إن تباطؤ الفكر و شلل الحركة أضحى متأصلان في الثقافة الألمانية، فالتعليم الاستبدادي الذي يمارسه الرايخ الثاني و الثالث، ساهم في إحداث آثاره في ألمانيا، فالطلاء الجمهوري ضعيف للغاية، حتى أن التوافق مع الرأي العام هو أن تكون متفقا مع السلطات، حتى قبل أن تطلب ذلك، إعلان المتهم مذنبا حتى قبل صدور حكم المحكمة، إعطاء الحق لأي حمار من البوليس بدلا من إعطائه للبريء من المعتقلين، و النظر إلى كل محام كأنه مشارك معه في الجريمة"، بطبيعة الحال، فهذا الانقياد المنهجي، هو في نفس الوقت نتيجة لقمع شديد بشكل خاص، و قناع عن ورطة فظيعة. "لقد تعلمنا من فرويد و رايش ... من بين أمور أخرى، أننا، نحن الألمان لدينا صعوبات أكثر من غيرنا مع عدواننا المكبوت، لأننا لا نجرأ على كره أولئك الذين يجب أن نكرههم، أولئك الذين يقمعون اعتداءاتنا في الماضي، الرؤساء، الآباء، أولئك الذين يوجدون في الأعلى".

"إن ظهور حكومة "الائتلاف الكبير" في الأول من دجنبر سنة 1966، جعل الموقف يزيد من عدم القدرة على التحمل. خلال السنوات السابقة تم حظر المنظمات "المتطرفة" من اليمين و اليسار، و انضمت "الديموقراطية الاجتماعية" إلى إعادة التسلح و اقتصاد السوق و قانون حالة الطوارئ، من حركة معارضة تحولت شيئا فشيئا إلى حركة انتقال في الاستمرارية، و يقترب هذا التطور من نهايته، ف "أحزاب النظام"، المسيحيون الديموقراطيون و الاشتراكيون يتفقون على تقاسم السلطة، و نتيجة ذلك فكل معارضة تتحول إلى قلب النظام، ف "الائتلاف الكبير" ليس بحاجة إلى انتقادات، فهو لا يحتاج إلا إلى تأويلات، لكن من يهاجم الإجراءات المقررة من طرف أحزاب الشعب يتعرض للتو للاشتباه في مهاجمة الشعب نفسه و إرادته، كما عبرت عنها أحزابه".

بقدر ما اهتمت "أولرايك" بما يجري في داخل بلدها ألمانيا، توسع أفقها خارج حدود ألمانيا، فاهتمت أكثر فأكثر بنضال حركات التحرر في جميع أنحاء العالم، و كان حماسها شديدا بصفة خاصة للفيتنام، في الحرب الضارية التي يخوضها هذا البلد ضد الإمبريالية الأمريكية، و في ألمانيا تهاجم، ليس فقط الجمود السياسي الذي تعرفه البلاد، و لكن أيضا الاضطهاد الاجتماعي الذي يمارس تحت غطائه، و كانت ترى على أن أسوأ شيء في العالم بالنسبة لها، أن تكون متفرجا و تظل غير مبال.

في نهاية الستينات، وجدت "أولرايك" نفسها بالفعل في نوع من الفخ الداخلي، بين السخط الذي يزداد حيوية كل يوم، و الشعور المتزايد بالعجز، لأن ألمانيا في ظل حكومة "التحالف الكبير"، هي مجتمع أصبحت فيه الكلمة بلا جدوى، لقد فقدت فعاليتها و قدرتها على الإقناع، و عن كل إمكانية للحوار أو احتمال للحوار، الذي يدمر على التو، ففي هذا البلد يظهر واضحا أن الفكر لا يمكن أن يتحول بأي شكل من الأشكال إلى طاقة سياسية و ممارسة، و النتيجة أن المعارضة تدور في حلقة مفرغة، لقد فقدت أهميتها، ما دامت القضايا التي تناقش لا تقدم لها أي مقاومة نظرية، ما دام لا يمكنها التدخل في أي مكان من الصرح السياسي، فهي تنهك نفسها في حركة دائمة، ليس لها أي فعل إيجابي أو سلبي ... إن المشكل الذي يواجهها، هو أنه، كيف يمكن أن يكون لها تأثير بالخطاب على وضع، حيث الخطاب لا يعتد به.

في الواقع، ففي الوقت الذي تتطور فيه الحركة الطلابية و "المعارضة خارج البرلمان"، فإن "أولرايك" تظهر شيئا فشيئا كأنها مسكونة بمتطلبات "المرور إلى الفعل"، فمنذ 1967، وضعت موضع السؤال، معنى المظاهرات ضد حرب الفيتنام حيث تقول :

"السؤال هو معرفة ما إذا كان الاحتجاج ضد هذه الحرب لا يمكن اعتباره ذريعة ديموقراطية جديدة، موت النساء و الأطفال و تدمير المستشفيات و المدارس و تدمير المحاصيل و الصناعات الحيوية –"حتى يصرخون بالشكر"، "حتى تنتهي القضية" – كل هذا يجبرنا على التشكيك في فعالية أنشطة المعارضة و فعالية المظاهرات، التي يأذن بها البوليس، و الذي هو أداة الحكومة، التي ترسل طائرات هيلوكوبتر الباندسوهير إلى الفيتنام، والتي وفقا لذلك لن تسمح بطبيعة الحال أن تزعج هذه المظاهرات سياسة الحكومة و بالأحرى منعها، من يفهم ما يجري في فيتنام، يشرع في السير بأسنان مشدودة، بضمير بدأ يدرك أن عجزه في إنهاء هذه الحرب يصبح تواطؤا مع من يقودها".

في مثل هذا السياق، ف"المشاعر الطيبة" ليست عذرا و العواطف مهما كانت مبررة، فهي لا قيمة لها.

و كتبت "أولرايك" في وقت لاحق "السخط ليس سلاحا، إنه غبي و أجوف، من يسخط، من هو مهتم، و معبأ، لا يصرخ، بل يفكر فيما يجب فعله"، و بنفس الشكل رسمت خطا واضحا بين الاحتجاج و المقاومة:

"الاحتجاج، هو عندما أقول أن هذا لا يلائمني، و المقاومة، هي عندما أعمل على أساس أن الذي لا يلائمني لن يحدث بعد الآن، و الاحتجاج هو عندما لن أشارك بعد الآن، و المقاومة هي عندما أعمل بحيث أن كل الآخرين لا يشاركون هم أيضا منذ الآن".

سنتان بعد اعتقالها، مرة أخرى، و انطلاقا من التناقض بين الخطاب و الممارسة تعرف "أولرايك" منظمة "الراف" بقولها:

"نحن مجموعة من الرفاق، الذين قررنا العمل على مغادرة مرحلة الخمول، التجذر الشفوي فقط، مناقشات لا طائلة منها حول الاستراتيجية، و أن نقاوم".

تلعب الذاكرة هنا دورا أساسيا، ف"أولرايك" لا تريد أن تلام مستقبلا على هذه السلبية، التي اتهم بها اليسار الألماني في ثلاثينات القرن الماضي، و التي سهلت فوز هتلر، فقد كتبت سنة 1966 :

"فكما سألنا آباءنا عن هتلر، سنسأل يوما عن فرانز جوزيف ستراوس"3.

و قالت أيضا، بوقت قليل قبل وفاتها "نريد جيدا أن يكف تاريخنا على أن يكون تاريخ مثار خجل".

بسبب كل هذا، كان العنف الثوري مبررا لدى "أولرايك":

"العنف ليس فقط أمرا حتميا، لكنه أيضا هو شرعي، لأن الطبقات المسيطرة و الدولة هم الذين أخذوا المبادرة، كان الأمر كذلك في الحالة المتعلقة بحرب الفيتنام".

في إحدى نصوصها الجميلة التي تفيض غضبا و سخرية، تدين "ماينهوف" قلب الأدوار، التي تقوم بها الصحافة الحكومية، فبالنسبة لهذه الأخيرة "فإن الإجرام ليس هو رمي قنابل النابالم على النساء، الأطفال و الشيوخ، و إنما الإجرام هو الاحتجاج ضد هذه القنابل، ليس تدمير المحاصيل – الشيء الذي يعني المجاعة و الموت جوعا بالنسبة لملايين الناس- إنما الاحتجاج ضد هذا التدمير، ليس هو تحطيم مراكز إنتاج الكهرباء و الجسور، ولكن الاحتجاج ضد هذا التخريب، ليس الإرهاب و التعذيب الممارس من طرف القوات الخاصة، لكن الانتفاض ضد ذلك".

خلال حياة السرية كان أمام "أولرايك" إمكانية مغادرة ألمانيا مرتين، و الحصول على منفى موثوق في الخارج، لكنها كانت ترفض ذلك في كل مرة، تضامنا مع رفاقها، تقول "أولرايك":

"ليس لدينا ما نخسره في تحطيم النظام، لكن سنربح كل شيء في الكفاح المسلح: الحرية الجماعية، الحياة، الكرامة الإنسانية، إن الحرية أمام هذا الجهاز ليست ممكنة إلا بنفيه التام، بمعنى، عن طريق مهاجمة هذا الجهاز في نضال جماعي".

إن العنف الثوري عند "أولرايك" شرط ضروري للحرية، المقاومة و السلاح في اليد أو الاستسلام، فاختارت الطريق الأول. ففي ماي 1972، ستتعرض ألمانيا لهجومات ضد القواعد العسكرية الأمريكية و المحاكم و مراكز الشرطة، آخرها كان ضد عمارة في ملكية دور نشر "سبينغر" في مدينة "هامبورغ"، و قد أسفر ذلك عن سقوط خمسة قتلى و عشرات من الجرحى، و قد وجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى "الراف" التنظيم الثوري الذي تنتمي إليه "أولرايك"، وبين الرواية الرسمية التي تسم التنظيم بالإرهاب

و بين رؤية التنظيم ذاته لنفسه، الذي يجد في الغطرسة الإمبريالية مبررا لنشاطه العنفي، و فيما يعتبره عمليات إرهابية دولية تستهدف الشعوب (إرهاب الدولة المنظم) لم يخف التنظيم تعاطفه مع الفيتناميين في حربهم ضد الاحتلال الأمريكي، و مع الفلسطينيين في مطالبتهم بالحرية من الاحتلال الصهيوني، و مع كل القوى الثورية الأممية، و قد تلقى قسم من عناصره التدريب العسكري في مواقع التنظيمات اليسارية الفلسطينية في الشرق الأوسط و تحديدا "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي شاركوا في قسم من عملياتها المسلحة.

في 15 يونيو1972، تم اعتقال "ماينهوف" في "هانوفر"، و اعتقل رفاقها قبلها. و قد تم سجنها في البداية في مدينة "كولوني"، حيث قضت هناك 273 يوما داخل "ممرات الموت" ، توجد في مكان سري للغاية، و كانت خاضعة أيضا ل"عزلة سمعية" كاملة، و هي طريقة في التعذيب استعملها الألمان، حيث يوضع السجين في زنزانة لا يتسرب إليها أي صوت أو رائحة، و عندما تطول المدة يصل السجين إلى حالة هذيان، و هي من أخطر أساليب التعذيب، و يسمى هذا في لغة التعذيب بالحرمان الحسي، و هو أسلوب الغرض منه انتزاع الاعترافات.

ظلت "أولرايك" وحدها في زنزانة مغلقة بإحكام، ذات جدران مصبوغة بالأبيض بدون نوافذ، لا وجود للضوء بصفة دائمة، لا يجاورها أحد، و لا يصلها أي صوت و لا أية رائحة، لقد قادها هذا النوع من التعامل إلى حافة الجنون، حتى يجد الجلاد مبررا لفعل الانتحار، و قد تعرض رفاقها لنفس المصير.

في 9 ماي 1976، وجدت "ماينهوف" مشنوقة في زنزانتها. لم تقدم "أولرايك" على الانتحار، بل تم اغتيالها في سجنها، وكذا حصل لرفاقها لاحقا من قياديي "فصيل الجيش الأحمر" أو "مجموعة بادر- ماينهوف" كما أسمتهم السلطات الألمانية، و التي أقدمت على تصفيتهم في السجون، مدعية انتحارهم الجماعي لدفن أفكارهم و شعبيتهم عند الشباب الألماني الثائر وقتها. لقد تحدثت السلطات عن انتحار "أولرايك"، لكنها منعت المحامين و أقاربها من رؤية جسدها و تفتيش الزنزانة و حضور عملية التشريح، لقد كان ادعاء السلطات فاضحا، و ما زال هناك إلى اليوم شك وغموض حول الظروف الحقيقية لهذه النهاية، و هل كان الفعل إراديا حقا أم لا! وتظهر المعلومات المتوفرة لحد الآن، أن العملية كانت جريمة نكراء وبدم بارد، اقترفها النظام الإمبريالي الألماني.

قبل ثلاث سنوات عن استشهادها، كتبت "أولرايك" لأحد أصدقائها :

"أعرف جيدا لماذا قلت "ممر الموت" هو محاولة تؤدي بك إلى الانتحار، وسط صمت مطلق و حيث لا شيء مطلقا قابلا للإدراك".

إن "أولرايك" اليوم في قبرها، حيث لا يوجد أي نصب تذكاري يدل عليها و يلفت انتباه الزائر، يقع في مقبرة "ترينيتي" في حي "آلت ماريندوف" الجنوبي، مستطيل الشكل صنع من خشب البقش، و هو شجيرة لها جذع مكشوف يبلغ ارتفاعه حوالي متر، مغطاة بخصلة صغيرة من الأغصان و بعض الأزهار الزاحفة، في زاوية يوجد مرش أخضر من البلاستيك، و لوحة حجرية تحمل اسما و تاريخين، تاريخ الولادة، و تاريخ الوفاة، و نقش بالألمانية شبه ممسوح : "الحرية هي فقط ..." مع أنه ليس بالوقت الطويل كانت المرأة الشابة، التي تستقر هنا، ترى صورتها معلقة على كل جدران المدينة تسمى "أولرايك ما ينهوف"، كل بوليس العالم يتعقبها، و مكافأة بعشرة آلاف مارك ألماني لكل من ساعد على القبض عليها،



 

 

 

 

 

و بعد كل هذه السنين على استشهادها، لم تهدأ بعد المشاعر و الخلافات التي أثارتها حياتها و أفعالها و ستظل كذلك، حياة كل الثوار، و مع ذلك أصبح قبرها مزارا للعديد من المناضلين اليساريين والثوريين.



 

 

 

 

 

خاتمة

كانت "أولرايك" في بحثها عن السلاح الإيديولوجي الملائم لتحفيز الناس على النضال ضد الإمبريالية الأمريكية و التعبئة ضد المؤسسات الألمانية، أمام مجموعة من التجارب الثورية، فنهلت في نفس الوقت من الغيفارية و طوباماروس الأوروغواي و النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت و المانيفستو الإيطالي و اليسار البروليتاري الفرنسي و البلاك بانتيرز الأمريكي، ورغم أنها كانت متأثرة بأفكار ماو، إلا أنها لم تكن تفهم أن أفكارها تنتمي إلى عصر الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الصينية (لم تفهم أهمية الطابع الوطني لنضالها في بلدها، وأهمية بناء الحزب الشيوعي الثوري) ولم تنج من التشويشات التحريفية على فكرها خلال مسار بحثها عن الطريق الثوري، وهي مسألة شاركتها مع جيلها من الشباب الثوري الأوروبي، إنها تشبه روزا لوكسمبورغ في ثوريتها، كما تشبهها في نفس النهاية، أي تعرضهما للاغتيال من طرف نفس العدو الطبقي، و كلاهما سجلتا في دفتر التاريخ الألماني كشهيدتين ينهل من ثوريتهما كل الأجيال في ألمانيا أو في خارجها.





 

 

 

جميلة صابر

7 – 10 – 2019

1 ــ كونكريت : مجلة ألمانية يسارية، ذات اهتمام سياسي و ثقافي، أسسها سنة 1957 "كلاوس رينر روهل"، و كانت تصدر بمدينة "هامبورغ"، و كانت "أولرايك ماينهوف" قد تحملت خلال الستينات مسؤولية رئاسة تحريرها.

2 ــ أدناور كونراد : رجل دولة ألمانيا، ولد في 5 يناير 1876 و توفي في 19 أبريل 1967، و شغل منصب مستشار فدرالي لألمانيا من 15 شتنبر 1949 إلى 15 أكتوبر 1963، ثم أصبح رئيسا لألمانيا الفدرالية بعد ذلك، و عرف بعدائه الشديد للشيوعية و لكل نشاط شيوعي في ألمانيا.

3 ــ جوزيف ستراوس: سياسي ألماني، ولد سنة 1915 و توفي سنة 1988، و كان رئيسا لحزب "الاتحاد المسيحي الاجتماعي" في بافاريا، و تقلد مناصب متعددة في الحكومات المحلية لبافاريا، و كذلك في الحكومات الفدرالية، كما كان عضوا لسنوات طويلة في البرلمان الألماني.

Les commentaires sont fermés.