Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

  • مسار امرأة صينية ثائرة: جيانغ جينغ(الحلقة الخامسة)ـ

    -1- جيانغ كينغ قائدة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى

    على الرغم من أن الهجوم المضاد المرير لليسار الثوري، قد تم تجسيده لأول مرة في الفنون، في مسرحية "إقالة هاي جوي"، إلا أن الهدف في قلب الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، ظل هو السلطة السياسية في حد ذاتها.

    هل ستواصل الصين مسيرتها الاشتراكية، و يتمكن شعبها من تحويل المجتمع من الأسفل إلى الأعلى، وصولا إلى تحقيق هدف إلغاء الطبقات و بناء المجتمع الشيوعي؟

    إن السؤال الحاسم هو من سيفوز في النضال من أجل أخذ السلطة: هل هي البروليتاريا بقيادة الشيوعيين الثوريين في الحزب، من أجل ممارسة دكتاتوريتها في كل قطاع من قطاعات المجتمع، أو البورجوازية الجديدة التي تمكنت من تحصين مواقعها داخل الأجهزة القيادية للحزب و الدولة، و التي تشكلت قاعدتها الأساسية من العناصر التي توقفت عن القيام بالثورة منذ مدة طويلة، و الذين أصبحوا يعارضون تقدم الثورة الاشتراكية، و يعملون بضراوة على إعادة الصين إلى الطريق الرأسمالي.

    لقد أدرك ماو بشكل مبكر خطورة التحريفية في الصين، لذلك لم يذخر وسعا في قيادة الكفاح، مستهدفا تقوية السلطة السياسية للبروليتاريا، من خلال استعارة الشكل الوحيد الممكن – مناشدة الجماهير- و ربط ذلك بسياقها الدولي، المتمثل في استيلاء طغمة تحريفية على السلطة في الاتحاد السوفياتي بعد موت ستالين، و بذلك استخلص العبر من تلك الهزيمة التاريخية للبروليتاريا السوفياتية، و أدرك أن مواجهة التحريفية في الصين، و التي بنت أعشاشها داخل قيادات الحزب و الدولة، لا يمكن القضاء عليها إلا بالاعتماد على الجماهير، و إقناعها بضرورة الإطاحة بالتحريفية و التحريفيين، و ذلك ضمن مشروع استراتيجي واضح .

    وبعد تجارب مريرة مع مجموعات العمل (المجموعات التي كانت مسؤولة عن الثورة الثقافية في بدايتها) سواء بقيادة بينغ شينغ، أو بقيادة ليو شاو شي و دينغ غسياو بينغ، و بعد صدور دورية اللجنة المركزية الشهيرة في ماي 1966، و انكشاف مجموعة العمل، بقيادة لي و دينغ، التي استغلت غياب ماو عن بكين لمدة 50 يوما، للقيام بأعمال مضادة للثورة الثقافية، تشكلت "مجموعة الثورة الثقافية" بقيادة تشن بوتا، و مشاركة أبرز قادة الثورة الثقافية فيها من قبيل جيانغ كينغ إلى جانب شانغ شون كياو، ياو وين يوان، وانغ هونغ وين.

    لقد تحملت جيانغ كينغ التحديات و المسؤوليات التي أوكلت لها بكل شجاعة، في وقت عرفت فيه وضعية الثورة تصاعدا لصراع الخطوط، و لعبت جيانغ دورا حاسما في الهجوم على التيار التحريفي، و أصبحت تلعب دورا قياديا بارزا في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، هذا التمرد الثوري الصاخب للجماهير، الذي لم يعرف له التاريخ نظيرا.

    لقد كان هذا أكبر إسهاماتها الثورية، و في نفس الوقت جر عليها دورها هذا نقمة و حقد الخونة من التحريفيين المحليين و عبر العالم، بالإضافة إلى كره البورجوازية العالمية و مثقفيها العضويين، و يقف وراء مواقفهم الكريهة، تلك الخطيئة التي ارتكبتها جيانغ حسب زعمهم، و المتمثلة في دورها في مساعدة الجماهير الثائرة في تعزيز سيطرتها على السلطة السياسية الثورية، و ارتباطها الحميم بانتفاضة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى.

    كانت أولى المهام، التي أوكلت لجيانغ كينغ كعضوة في لجنة إعداد وثائق الثورة الثقافية، تتمثل في كتابة نشرة لمواجهة الخط التحريفي ل بينغ شن (عمدة بكين آنذاك)، ضد تقريره الصادر في فبراير 1966 حول الثورة الثقافية، والذي سعى إلى نزع فتيل الثورة الثقافية، و إزاغتها عن سكتها.

    بعد صدور دورية ماي 1966، ذلك النص الذي راجعه ماو تسي تونغ عدة مرات، كما أدلت بذلك جيانخ كينغ، حيث قام ماو تسي تونغ بتسمية التحريفيين ب "كل أولئك مثل خروتشوف، الذين يعششون بالقرب منا"، أصبح صراع الخطين داخل الحزب معروفا لدى قواعده.

    بعد فترة وجيزة، مع ظهور أول داتزباو ماركسي – لينيني في (ملصقات مكتوبة بخط كبير) جامعة بكين في ماي 1966، و الذي دعمه ماو، كانت أبواب الثورة الثقافية مفتوحة على مصراعيها. و انخرطت جيانغ كيانغ بسرعة، في حرارة النقاشات الدائرة في يوليوز 1969، فكانت تذهب بانتظام إلى جامعة بكين للتحدث إلى الطلاب، و الاستماع إلى النقاش الذي يخاض داخلها، و اكتشفت على الفور، الدور المعادي للثورة ل"فرق العمل" (هي المجموعات التي كانت آنذاك مسؤولة على الثورة الثقافية، و التي كان يتحكم فيها التحريفيون) التي كانت تخنق تمرد الطلاب و الأساتذة الشباب. و في نهاية شهر يوليوز قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حل "فرق العمل"، التي كان يرسلها ليو شاو شي و دينغ غسياو بينغ للجامعة لخلق التشويش على الخط المركزي للحزب فيما يخص الثورة الثقافية.

    و من المعلوم، أن ماو تسي تونغ تغيب عن بكين لمدة خمسين يوما، و هي الفترة ذاتها، التي استغلها التحريفيون، من خلال حملات الإرهاب الأبيض و التطويق، لتحويل الجماهير عن النضال، و من أجل استعادة النظام لصالح القيادة التحريفية، لكن هذه الفترة لم تدم طويلا.

    هكذا، و بعدما تسنت لهم فرصة ارتكاب أخطاء جسيمة، و بعدما انكشفوا أمام الجماهير، أصبح هؤلاء القادة "الذين يبجلون وقاحة البورجوازية، و ينتقصون من أخلاق البروليتاريا"، هدفا لسهام ماو تسي تونغ، الذي أصدر أول دتزيباو شهير له، تحت عنوان: "لنطلق النار على المركز العام!"، مما أشعل نيران التمرد فانتشرت على نطاق واسع، مستهدفة بشكل خاص، أولئك الذين من القيادة العليا للحزب يتبعون طريق الخط الرأسمالي.

    و من بين الأشياء التي سيتم تذكرها دائما خلال هذه المرحلة عن جيانغ كينغ، أنها مثل ماو، كانت مرتبطة بشدة بالشباب.

    لقد حازت جيانغ كينغ خلال هذه الفترة على سلطة سياسية هامة، و لعبت دورا مختلفا عن دور ماو، إذ كانت تذهب إلى عين المكان، و في بعض الأحيان تدخل المعارك بجرأة و قوة لدعم تمرد الشباب، كما كانت تحمل لهؤلاء تحيات ماو، رئيس الحزب و تشجيعاته للشباب الثائر، و ذلك في ذروة صراع الخطوط المحتدم.

    من بين البرامج المتنافسة و المعقدة في بعض الأحيان، التي كانت تطرح في النقاشات، ساعدت جيانغ الشباب على التمييز بين خيوط الصراع الطبقي داخل المجتمع، و المرتبطة بالصراع داخل الحزب نفسه. وجنبا إلى جنب مع أعضاء آخرين في مجموعة الثورة الثقافية، التقت وفودا من الطلاب و العمال و الجنود و الفلاحين و المعلمين و الفنانين، و ذلك لإيجاد الحلول للأسئلة الحارقة، التي تطرح في مجرى الثورة الثقافية، بما فيها المناهج التي يجب استعمالها، و من يجب استهدافه، و كيفية مواجهة الانقسامات و الفصائل، و كيف، و في كلمة واحدة "ترسيم الحدود بين العدو و أنفسنا" كما قالت مرارا، و لكن في نفس الوقت، توحيد الجماهير و تشكيل تحالفات من أجل الدفع بالثورة.

    لنأخذ مثالا عن الشباب و الطلاب، فالدعوة إلى انتقاد شخص بشدة ينتمي إلى عائلة مميزة أو محافظة، هي دعوة يمكن أن تبدو أنها على اليسار، لكنها في الحقيقة هي يمينية بالأساس، تسببت في كثير من الالتباس في بداية الحركة.

    لقد أقنعت جيانغ الشباب بتغيير شعارهم "بطل يلد بطلا، و ابن رجعي هو بيضة فاسدة" بشعار "إذا كان الآباء ثوريين فإن أبناءهم يجب عليهم أن يسلكوا نفس الطريق، و إذا كان الآباء رجعيين فإن ابناءهم يجب أن يتمردوا".

    في شهر غشت – شتنبر 1966، دخلت الطبقة العاملة الصينية على خط الثورة الثقافية بمساعدة الحرس الأحمر (جماعات من الشباب الثوري المنظم اكتسحت بداية الجامعات والمدارس، ثم التحقت، في أوج الثورة الثقافية، و برز للعيان وانغ هونغ وين، القائد البروليتاري العظيم (أحد القادة الأربع للثورة الثقافية)، و خلال هذه الفترة بدأت جيانغ في التحدث أمام الجمهور مركزة بصفة أساسية على التجمعات الشبابية الضخمة، للمشاركة في هذه اللحظة التاريخية.

    لقد أصبحت جيانغ كينغ مشهورة بسرعة، بقبعتها و بذلتها العسكرية، و ظهرت في سبعة من ثمانية استقبالات نظمها ماو تسي تونغ للحرس الأحمر. كما ألقت كلمة أمام أساتذة الجامعات والمدارس الابتدائية، وأمام الفنانين والمخرجين السينمائيين، و أمام 100 ألف من جيش التحرير الشعبي، اللذين جاؤوا لدعم و تأطير ملايين الشباب اللذين تجمعوا في بكين خلال شهري أكتوبر و نونبر 1966، و كثيرا منهم جاء سيرا على الأقدام من مختلف مناطق الصين.

    طوال الخريف، أصبحت جيانغ تشرف بشكل مباشر على العديد من العروض الفنية للأوبرا النموذجية للحرس الأحمر، وفي نهاية شهر نونبر 1966 ألقت خطابا هاما أمام 20 ألف عامل، حول الثورة الثقافية في الميدان الأدبي و الفني و الصراع الطبقي القاسي الدائر داخل أوبرا بكين نفسها، و أيضا داخل جبهات فنية أخرى.

    في كلمة لها أمام الحرس الأحمر، حثتهم جيانغ على إزاحة أنصار الطريق الرأسمالي داخل الحزب، و القضاء على الرجعية في المجالات الأربعة، التي هي: الإيديولوجيا، الثقافة، العادات و التقاليد، و تحثهم على مواصلة سيرورة الصراع – النقد – التحول، كما هو مطلوب في وثيقة المركز العام الثوري، و تعني وثيقة 16 نقطة (قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حو الثورة الثقافية)، و التي تعد الوثيقة الرئيسية للثورة الثقافية، و قالت لهم "أنا متأكدة بأنكم ستقومون بعمل جيد".

    بالنسبة للثوار، لم تكن المهمة فقط تصعيد النضال ضد اليمين، و التحرك نحو النصر، إنما في سيرورة ذلك، يتم العمل على تقوية اليسار الثوري و إعادة مد دم ثوري جديد، و ربط القادة الجدد بصفوفهم.

    و تقول جيانغ مخاطبة إياهم:

    "أسألكم: إذا لم يتحد اليسار و يزيد من قوته، هل يستطيع القضاء عليهم؟ كان الرد الساحق من طرف شباب الحرس الأحمر" لا! "

    في يناير 1967، عندما انضمت وفود العمال و الفلاحين إلى وفود الطلاب و الشباب، للالتقاء في العاصمة من أجل تبادل تجاربهم الثورية، توجهت جيانغ بخطابها إلى قادة شباب الحرس الأحمر، اللذين كانوا يضطلعون بمهمة السيطرة على الحشد عند مغادرته، المهمة التي تبث تعقدها، لأنها تتطلب في نفس الوقت درجة عالية من الوعي السياسي من جانب الشباب لاحتواء حماسهم السياسي، و مع أولئك اللذين هم في الحقيقة جاؤوا إلى العاصمة، بحثا عن ثورة، و المناقشة معهم لإقناعهم بالذهاب إلى المناطق الريفية لنشر الثورة. لقد كان العدد الهائل من الناس قد أصبح عبئا على موارد المدينة، و كان يجب السيطرة على هذا الوضع بشكل صحيح. (و تجدر الإشارة إلى أنه إلى جانب هذا العبء، انضاف إلى ذلك موقف السلطات المحلية في المناطق، حيث كان يحظى بعض التحريفيين بنفوذ كبيرو اللذين أثار المتمردون أعصابها، فسهلوا لهم السفر إلى بكين، من خلال الزيادة في الأجور و توفير تذاكر السفر بالمجان، لكي يذهبوا إلى التعريف بمطالبهم في "مكان آخر").

    و أمام هذا الوضع، الذي أراد به التحريفيون خلق الفوضى و قلب الأوضاع لصالحهم، أوضحت جيانغ كينغ للحرس الأحمر أنه:

    "إذا جاء أشخاص من الخارج إلى بكين، رغبة في الاستيلاء على السلطة، فيجب أن نعبئهم للعودة إلى ديارهم، مع نفس الرغبة في الاستيلاء على السلطة".

    خلال لقاءهم ب "مجموعة الثورة الثقافية" في نهاية 1966، ندد متحدثون باسم مجموعة متمردة من العمال بنظام العمل التعاقدي، فقد أوضحوا أن هذا النظام يزرع الانقسام بين العمال، و يشجعهم على الذهاب في الطريق التحريفي، مما يمهد الطريق لإحياء الرأسمالية و خنق كل نضالية.

    و حسب العمال، تم إنشاء هذا النظام، بعد أن نشر ليو شاو شي تقريرا عقب تفتيش قام به في مناطق مختلفة من مقاطعة هوبي سنة 1964. كما وصفوا جهود التحريفيين من أجل إنشاء العمل التعاقدي، لتكسير إرادة المقاومة عند العمال النظاميين، و قد حذرتهم جيانغ من الوقوع في فخ التحريفيين قائلة:

    "ما تريدونه واضح: أنتم تريدون الثورة"، و طالبت وزارة العدل و أمين اتحاد النقابات بمقابلة العمال الغاضبين على الفور، و عندما طلب هؤلاء من أولئك في ماذا يقضون يومهم، أجاب التحريفيون: "مسؤوليتنا هي تربية العمال و تنظيمهم" "، استشاطت جيانغ غضبا و أجابت:

    "أنتم تعملون من أجلهم، لا تقدمون أي تقرير للجنة المركزية قبل أن تحلوا المشاكل، ليست لديكم إذن أية صفة شيوعي؟ إن العمال المتعاقدين هم أيضا بروليتاريون و ثوريون، و أنتم، الشخصيات الوزارية البارزة، كيف تعاملتم مع العمال؟ إذا كان الأمر سيستمر بهذه الطريقة، فما هو المستقبل الذي سيكون أمام العمال؟".

    بعد ذلك، احتل العمال المتمردون المقرات العامة للنقابات، و أغلقوا مكاتب وزارة العدل و مسؤولي توزيع العمل في جميع أنحاء البلاد.

    اقترحت جيانغ كينغ تجمعا كبيرا "للاتهامات و النقد و الفصل"، و بلورة تعميم (دورية) من طرف "مجموعة الثورة الثقافية"، يعلن أن العمال المتعاقدين و المؤقتين، يجب أن يكون لهم الحق في المشاركة في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، و أن من تم فصلهم لأنهم شاركوا فيها، يجب إعادة دمجهم، مع تعويضهم.

    -2- حركة الاستيلاء على السلطة، و استمرار سيرورة نضال – نقد - تحويل

    على غرار مثال "عاصفة يناير" في شنغهاي سنة 1967، التي أدت إلى تشكيل كومونة باريس الشهيرة، عرفت أنحاء البلاد حركة ترمي إلى انتزاع السلطة السياسية المحلية من مؤيدي طريق الرأسمالية، وحتى تقوم بتنظيم أجهزة قيادية جديدة، فإن جيانغ كينغ، التي تؤيد الحركة بحماس، عممت هذه التجربة الجديدة كل الجدة و المكتسبة من طرف البروليتاريا.

    لقد تشكلت السلطة الثورية الجديدة على أساس "اتحاد ثلاثي"، يضم   أطرا ثورية للحزب و ممثلين ثوريين عن الجيش الشعبي للتحرير و ممثلي الجماهير الثورية، وسميت مراكز السلطة الجديدة هاته ب "اللجان الثورية الثلاثية".

    خلال هذه الفترة من الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، تمثل دور جيانغ أساسا كقائدة، في نشر المفاهيم الرئيسية، التي طورها ماو و "مجموعة الثورة الثقافية"، فيما يتعلق بتكوين تحالفات جديدة، و لجان ثورية جديدة، من أجل الاستيلاء على السلطة، و استمرار سيرورة، نضال – نقد – تحويل.

    بعد الإطاحة بأكبر معقل للسلطة، الذي جسدته لجنة بلدية بكين، المرتبطة ارتباطا وثيقا بقسم الدعاية السابق للجنة المركزية و وزارة الثقافة السابقة، ترأست جيانغ الاحتفال بتشكيل اللجنة الثورية لبكين، و هناك، أعلنت أن زعماء زمرة بكين، اللذين تولوا المنصب وراء الكواليس كانوا"حفنة من كبار الشخصيات في الحزب، اللذين اختاروا الطريق الرأسمالي، و طوال 17 سنة، و باستمرار عنيد، وضعوا قدما إلى الأمام خطا رجعيا بورجوازيا. لقد تطور الخط البروليتاري الثوري، الذي يمثله الرئيس ماو في النضال ضد هذا الخط الرجعي".

    لذلك كان من الضروري مهاجمة كل تأثير هذا الخط، على الجبهات السياسية و الاقتصادية و الإيديولوجية و الثقافية، و استبداله باللافتة الحمراء لفكر ماو تسي تونغ.

    لقد ربطت جيانغ كينغ التغيرات الضرورية، التي يتعين إنجازها في بكين بمهمة استكمال الثورة الثقافية، و قد توصلت إلى ضرورة إطلاق العنان لحركة جماهيرية، من أجل القدرة على مواصلة سيرورة النضال – النقد – الرفض، مع الحاجة إلى السير جنبا إلى جنب من أجل تشكيل   تحالف من أجل الاستيلاء على السلطة.

    و تقول جيانغ كينغ:

    "إن مهام النضال – النقد – الرفض و التحويل في مختلف المناطق، و كذلك إعمال النقد و الرفض مع مؤيدي الطريق الرأسمالي بين كبار أعضاء الحزب، ليست متبادلة حصريا، و من الممكن دمجها".

    و أوضحت جيانغ، أن كلا منهما (المهمتين) يمكن أن يقدم للآخر زخما كبيرا، لإنجاز واحد من أكبر و أعرق عرض و نقد أنصار الطريق الرأسمالي. و ذكرت الناس بأن هذا يتطلب دراسة جيدة لأعمال ماو، و كذلك إجراء تحقيق شامل. و تحدثت عن الحاجة إلى الاستمرار في نجاح النضال – النقد – الرفض و التحويل في جميع مستويات التنظيمات و الإدارات، لمواصلة الثورة و بناء الاشتراكية. "إن هذه المهمة كبيرة و حاسمة لمئات السنين القادمة".

    في خطاب موجه لوفد مقاطعة آنهوي، التي كانت منقسمة جدا سياسيا، عملت جيانغ كينغ بقوة مع الفصيلين المتصارعين من أجل توحيدهما و تشكيل تحالف كبير ضد التحريفيين، حتى يمكن خلق لجن ثورية للاستيلاء على السلطة، عندها، فقط، كما قالت: "يمكن أن يكون لدينا أناس لقيادتنا، و الثورة لا يمكن أن تستمر بدون قادة !"، و حذرت ضد ريح الرجعية، التي كان هبوبها بالفعل مدمرا، إذ كان يهدف إلى حل جميع اللجان الثورية، التي أقيمت بموافقة اللجنة المركزية.

    "لذلك يجب أن نظل، تقول جيانغ، يقظين ضد هذا التهديد، بطبيعة الحال لا يمكن أن تحدث تحولات، لكن هذا لا يجب أن يخيفنا، فالتحولات على مستوى السلطة هي أشياء طبيعية، و أكثر من ذلك، فإن الوضع في جميع أنحاء البلاد غير متساو، و لكن عدم التساوي هو أيضا شيء طبيعي".

    -3- هناك شيئان يثيران البورجوازية: "الجماهير تصنع الثورة"، و "القادة الثوريون في السلطة، يدعمونهم و يوجهونهم".

    كان طريق الثورة شائكا، وكله تموجات و منعرجات، لقد نسبت البورجوازية عنف الثورة الثقافية كله، إلى الدعم النشيط و "الشخصي"، الذي قدمته جيانغ للجماهير الثورية، و هو أمر مألوف من طرفها، فإذا تم القيام بفحص دقيق لدورها، فإنه يتضح بشكل مفحم أنها ناضلت بشدة، من أجل الإبقاء على توجه ماو، الذي حسبه يمكن القضاء بدون عنف على القلة المناصرة للطريق الرأسمالي داخل الحزب.

    هذا صحيح من الناحية الموضوعية، ما دامت قد كانت هناك ثورة داخل الثورة نفسها، أخذت المكان تحت دكتاتورية البروليتاريا، التي كانت مهمتها الرئيسية القضاء على أعداء الطبقة العاملة و الشعب، هذه الوضعية تتعارض تماما مع الوضع الحالي في الصين، حيث سيتعين تأسيس حزب شيوعي جديد لقيادة الجماهير، و الإطاحة بعنف بدكتاتورية البورجوازية التي تأسست هناك منذ 1976.

    على الرغم من أن القمع المسلح لأنصار الرأسماليين لم يكن ضروريا، لأن البروليتاريا كانت على رأس السلطة، فإن ماو لم يخجل من حقيقة أن الجماهير بمجرد أن تكرس نفسها بالكامل للقيام بالثورة، و إحداث تغييرات قاطعة، فإن بعض الممارسات يمكن ألا تتم السيطرة عليها، لذلك لم يفاجأ برؤية ظهور بعض الخطوط المناهضة للحزب داخل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، و التي غذت العنف، لتحويل الجماهير عن الصراع السياسي الرئيسي.

    يقول ماو:

    "خلال هذه التحولات الهائلة، التي حدثت خلال العام الماضي، كان هناك في كثير من الأحيان اضطرابات، فالاضطرابات التي تحدث من مكان لآخر، ليست مرتبطة فيما بينها بالضرورة، علاوة على ذلك، فالنضال حتى، و إن كان عنيفا فهو جيد، فبمجرد ظهور التناقضات في وضح النهار، يصبح حلها أسهل. هذه الثورة الكبرى تجري بأقل الخسائر، و بأكبر قدر من الفوائد".

    في حرارة صيف عام 1966، عندما كانت الثورة الثقافية تأخذ انطلاقتها، ناضلت جيانغ كينغ ضد اتجاه اليسار المتطرف الراغب في مهاجمة الموالين للرأسمالية جسديا، و تجنب أصعب مهمة دعا إليها اليسار المرتبط بتقدم الصراع الإيديولوجي و السياسي.

    تقول جيانغ:

    "إن النضال بواسطة العنف لا يمكن أن يصل إلا إلى الجلد و اللحم، في حين أن النضال عن طريق الديالكتيك يمكن أن يمس أعماق أرواحهم".

    من ناحية أخرى، كان التحول إلى الصراع العنيف عفويا، و عبر عن مدى حدة الصراع الطبقي، فالعمال انخرطوا في صراع لفظي، لكنهم خرجوا أيضا إلى الشوارع للاستيلاء على السلطة، و منذ سنة 1967، كانت اللجان البلدية، التي تشكلت بمبادرة منها، تسيطر على ثماني مقاطعات مختلفة على الأقل. و قد تم استدعاء الجيش أيضا لدعم العمال و الحرس الأحمر، خلال عمليات الاستيلاء هاته و مساعدتهم على الحفاظ على النظام، و في الوقت نفسه، في بعض الأحياء دعت القوى اليمينية بشكل علني إلى العنف، من خلال تشويه بعض الشعارات، أو عن طريق تحريض الجماهير على تكريس هجماتها على أنصار الرأسمالية، اللذين لا يشكلون قيمة مهمة، من أجل تحويل الانتباه عنهم، هم بالأساس.

    فعلى سبيل المثال، تم وضع شعار "لنطرد المجموعة العسكرية الصغيرة"، الذي يشير إلى حفنة من كبار القادة الإصلاحيين، الذي أخذ حرفيا في بعض الأحياء، و تم تطبيقه في أي مكان نجح اليمين في استعماله، بما في ذلك للاستيلاء على أسلحة من القوات النظامية في بعض الأحيان.

    هكذا لخصت جيانغ كينغ وجهة نظرها حول هذا الموضوع:

    "لا يجب أن ندع أنفسنا نقع في الفخ: إن الشعار مضلل.

    ما دام الحزب و الحكومة و الجيش جميعهم تحت قيادة الحزب، فلا يمكن أن نفهم من هذا، أنه يجب فقط طرد هذه المجموعة الصغيرة، من أنصار الرأسمالية، و لا شيء أكثر من ذلك، سيكون الأمر غير عملي إذا تم التصرف بطريقة أخرى: هذا يعني أنه سيكون لدينا عناصر سيئة في كل مكان، و في كل منطقة عسكرية تقريبا، سيتم شن الحملة عليها، دون التمييز بين الجيد و السيء، فحتى إذا ارتكبت أقلية من الرفاق و عدد قليل من جيشنا أخطاء جسيمة، فلن يستحقوا أن يعاملوا بهذه الطريقة ".

    و تمضي جيانغ قائلة، أن الشباب بطبيعة الحال، لديهم حس العمل، و لكن من الضروري أيضا "تكوين العقول" لمواجهة المرحلة الأكثر صعوبة، نضال – نقد – تحويل.

    يعجب الشباب جيدا السفر من أحد طرفي البلد إلى الطرف الآخر، لكنهم قد لا يعرفون الظروف الخاصة بكل مكان، و يرتكبون أخطاء، "يجب عليكم أن تثقوا في جماهير المناطق، و لا يجب أن تقوموا بالأشياء، التي يمكن أن تقوم بها بنفسها، تماما كما لا يمكننا ان نقوم بالثورة مكانكم".

    ليس من البديهي دائما معرفة كيفية التعامل مع الطبيعة المتناقضة للعنف الناتج عن الحماس الثوري للجماهير، و صعوبة الموقف، لأنه لا يجب كبح اللحظة الثورية، الصحيحة و الضرورية لسيرورة تحويل المجتمع، لكي تمارس البروليتاريا دكتاتوريتها، بما في ذلك، عن طريق الاستيلاء الكامل على السلطة السياسية.

    إذا كانت هناك اضطرابات و تجاوزات في الثورة، الشيء الذي افترضه ماو، فمن الصحيح أيضا، بشكل موضوعي، التأكيد على أن معرفتها والتحكم فيها بشكل صحيح لا يمكن أن يكون دائما ممكنا، طالما أننا لا نستطيع أن نراها بشكل واضح، فقد يحدث، أنه في الوقت نفسه تستغل بعض القوى هذا الوضع لصالحها و لغايات انتهازية.

    حتى داخل الثورة الثقافية، التي ساهمت جيانغ في قيادتها، فإن بعض العناصر (مثل شن – بو- تا) اختارت استخدام القوة بشكل مفتوح، و قد احتذى بها الشعب خاصة بعد استفزاز و تمرد وحدات عسكرية، التي دعمت اليمين في مدينة ووهان سنة 1967. هؤلاء القادة في مجموعة الثورة الثقافية، اللذين تم تحديدهم فيما بعد كيساريين متطرفين، و حيث كان الهدف خلق الفوضى، و من تم الاستفادة منها، لم يكن من الممكن فصلهم إلا بعد بضع سنوات. أما بالنسبة لليمين، فقد نظم العنف هو أيضا بين قسم من الحرس الأحمر، الذي انقلب على مجموعة الثورة الثقافية.

    من جهته، فإن شو وان لاي، كان لديه خط مرتبك، فعلى الرغم من تحالفه مع ماو و حضوره علنا في جناح اليسار، فقد لعب دورا مركزيا للغاية في هذا النقاش، و أصر دائما على استعادة النظام، و العودة إلى الهدوء، و تعامل معهم ك"فوضويين" أولئك اللذين واصلوا الحرب الأهلية.

    لقد دافعت جيانغ باستمرار عن فكرة وجوب مواجهة و إسقاط العدو بالوسائل الإيديولوجية و السياسية، لقد كان عليها في بعض الأحيان توجيه نداءات التعقل للجماهير الغاضبة، و في خطبها أبرزت كيفية طرد ليو شاو وشي من السلطة دون استخدام السلاح. من جهة أخرى، عندما تم نشر الأسلحة "من أجل الدفاع"، في بعض وحدات الحرس الأحمر، و كذلك أمام القوات المتمردة ضد قلعة اليمين داخل الجيش الشعبي للتحرير وافقت جيانغ على هذه الإشارة.

    لم يتم طرح شعارها الشهير "المهاجمة بالديالكتيك و الدفاع عن طريق القوة" لأنه تسبب في نوع من التشويش على خط تعيين الحدود بين طرفي هذا الشعار، فهذا يمكن أن يشجع على استخدام الأسلحة بين طرفين وسط الشعب، الشيء الذي لن يسهل القرارات، التي تنشأ داخل المنظمات الجماهيرية، فمن كان قادرا على معرفة أين ينتهي الدفاع بالضبط و أين يبدأ الهجوم؟

    و بعد فترة وجيزة من عودة ماو إلى بكين، بعد زيارة عدة مناطق، تم إصدار تعميم يحظر أي امتلاك للأسلحة.

    خلال الثورة الثقافية طورت جيانغ كينغ علاقة وثيقة مع الجماهير الثورية، التي كانت دائما تقدرها كزعيمة للحزب. فقد وصف عالم روسي يهتم بالحضارة الصينية، حضر كمراقب، في أحد اجتماعات الحشد المفعم بالحيوية، الذي كان يصفق تصفيقا شديدا:

    "بعد خطب شن بو- تا و كونغ شنغ و ليهسويه – فنغ ... التي لم أتذكرها، ذلك لأن بلاغتهم لا تساوي شيئا، تأخذ جيانغ الكلمة بزيها العسكري الأخضر و قبعتها، و لم تتوقف عن الحركة فوق المنصة، حمس خطابها الحضور عندما قالت "إنكم الجيل الثوري الجديد"، أنتم اللذين يجب أن تواصلوا الثورة، يجب أن تصلوا بها إلى أبعد مدى. نحن الجيل القديم، الذي يغادر، نغادر و نترك لكم تقاليدنا الثورية القديمة (...)، إن الرئيس ماو يسلم لكم الصين: إن الدولة ستكون بين أيديكم، إن مدرسة الثورة الثقافية مدرسة كبيرة!" كان التأثير قويا. منذ أن غادر القادة، استمر اللقاء بدون توقف. حل المتحدثون الواحد تلو الآخر، و الجميع يتنافسون بحماس ...".

    من خلال المثال الذي قدمته، شجعت جيانغ كينغ الآخرين على الجرأة: أن يجرؤوا على أن يكونوا مثلها، و أن يجرؤوا على بذل طاقتهم من أجل تحديد الخط السياسي لصالح البروليتاريا، و الاقتداء بها في رفض الخضوع لأهداف معادية للثورة. لقد حددت العدو بوضوح، بشكل يتم فيه التمييز بين المؤيدين لكبار الرأسماليين من جهة، و أولئك اللذين، من جهة أخرى عانوا فقط من تأثيرهم، لأنهم كانوا ضعفاء إيديولوجيا و سهل التلاعب بهم. لقد كانت بارعة جدا في الثقة في الجماهير الثورية و احتقار العدو. لقد فعلت ذلك من خلال قيادة عملية و ملموسة، مساعدة الجماهير على حل شبكة التناقضات المعقدة و المتعددة، التي نشأت في صفوف الشعب، عندما كان يناضل من أجل انتزاع السلطة من أولئك اللذين مهدوا الطريق للرأسمالية.

    في حديثها إلى وفود من مختلف الفئات الاجتماعية، شددت جيانغ على أهمية تعزيز التصور الإيديولوجي للبروليتاريا، تشجيع النقد و النقد الذاتي بجرأة، و التصدي للأفكار المعارضة، و الحفاظ على موقف حازم في مواجهة الصعوبات، و حثت جيانغ الثوار القدامى على الحفاظ على شبابهم السياسي، و ترك أنفسهم يكتسبون حرارة الشباب، الذي كان يكسب أرضية وسط البروليتاريا. أما بالنسبة للشباب فتقول لهم أيضا بممارسة اعتدال حكيم في الكفاح و التغلب على الحواجز العمرية و الخصائص الخارجية للأكبر سنا، من أجل فهم الخط السياسي بشكل أفضل و التصرف وفقا للخط الصحيح.

    على سبيل المثال، من أجل تعزيز تهيئة الظروف المواتية للاستيلاء على السلطة، و النضال، من بين أشياء أخرى ضد الفصائل، التي ظهرت في بعض الأماكن، لعبت مجموعة الثورة الثقافية دورا مهما في توحيد القادة أو مندوبي الفصائل المعارضة للتمييز بين الخلافات الرئيسية و الثانوية.

    و على غرار ماو، (الذي قال إنه يمكن بناء تحالف كبير من خلال القضاء على الأنانية و الإخلاص للشعب، و كذلك من خلال تشجيع نضال صحي) كانت جيانغ كينغ تربط عن قرب مسالة المفاهيم المدافع عنها، بإمكانية الاتحاد لتشكيل تحالفات كبيرة، تقول جيانغ:

    "أيها الرفاق، إذا كنتم تعتقدون أن ما أقوله مفيد، فدعونا نغرسه، يجب أن نصبح ثوريين، يطبقون فكر ماو تسي تونغ، و ليس أعضاء في هذه المجموعة أو تلك. إن عقلية الفصيل هي سمة البورجوازية الصغيرة، إنها عقلية الحصن و الجبل و المقاطعية، أو الفوضوية في أجلى صورها، إنه من المرغوب فيه أن نقوم جميعا بالنقد الذاتي، بهذه الطريقة سنتحدث بشكل صحيح و سنسعى إلى الاتفاق على القضايا الكبرى، مع الحفاظ على الفروق الدقيقة في القضايا الأقل أهمية. أن نتحد حول القضايا الرئيسية، فهكذا نقوم بالثورة، و هكذا ستنجح الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى (...) أن تكونوا مؤيدين للخط الثوري البروليتاري، بقيادة الرئيس ماو، أن تكونوا مؤيدين لخط أنصار الرأسمالية، فهذا يعني إما أنك على صواب بشكل قوي أو على خطأ بشكل قوي. من هنا إذا كنتم تناضلون ضد كبار الشخصيات في الحزب، اللذين يسلكون طريق الرأسمالية (ضد آن هوي، ضد الزمرة الصغيرة التي يقودها لي ياوو هوا، الذي يتبع طريق الرأسمالية)، فهل هذا سبب لعدم أمكانية التوحيد أو عدم التوحيد؟ إذا كان الاتكال على مواقفكم الفصائلية، فأنا أقول إنكم تعملون لصالحكم و ليس لمصلحة الثورة، الشعب و البروليتاريا".

    "يجب عليكم أولا أن تلزموا أنفسكم و مجموعتكم، إن كنتم تتضاربون أو تخوضون معارك مسلحة بينكم و سرقة أسلحتكم الخاصة، فلا يمكنكم الحفاظ على برودة أعصابكم للتمييز بين الخير و الشر".

    لقد تعرض ماو لهذه المسألة من زاوية أخرى، و هي القدرة على الاحتفاظ بالسلطة السياسية، عندما يتحدث عن الثورة الثقافية الجارية سنة 1967، فقد لخص فكره بالإعلان على أن المهمة الرئيسية هي انتزاع السلطة من أيدي الرأسماليين و المساندين لهم، لكنه يضيف:

    "إن هذه المهمة تتمثل في حل المشكل على مستوى المفاهيم: يجب إزالة جذور التحريفية"، وإلا، كما يقول، كيف يمكن اعتبار الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى منتصرة؟

    بمعنى آخر، فبدون سلطة سياسية، فلن يحدث تحول اشتراكي، لكن دون تحول المفاهيم الإيديولوجية البورجوازية، فمن المستحيل الاحتفاظ بالسلطة بعد ذلك.

    عندما يعلن ماو أن الطبقة العاملة يجب أن تقود في جميع المجالات، بما في ذلك مجالات الثقافة و البنية الفوقية، فإنه يتحدث بشكل خاص عن التعليم و الفنون، مع العلم أن البعض سيكون مستاء من أن المثقفين لم يتخلوا بعد عن تصوراتهم البورجوازية. "عليكم أن تتفكروا فيما إذا كان كل مفهوم تدافعون عنه عتيق أم لا".

     

    جميلة صابر

    23 – 4 – 2019