Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

افتتاحية اليوم الأممي للمرأة

 

 افتتاحية

 

بين مطرقة اضطهاد الباطرياركا

وسندان سلطة الرأس المال الامبريالي:

الاضطهاد المستمر لجماهير النساء

 

8 مارس 1910 ـــــ 8 مارس 2017، لقد مر أكثر من 100 سنة على ذلك اليوم الذي أصبح يوما أمميا نضاليا للنساء، وعند الاحتفال بهذا اليوم يتم التناسي عمدا أن الفضل للاحتفاء به يرجع إلى الحركة العمالية الاشتراكية وطليعتها الماركسية. وفي هذا الإطارلا يمكن، أن يكون لهذا الاحتفال أي معنى إذا لم نستحضر اسما نسائيا له بصمته المتميزة في الفكر الاشتراكي الثوري، إنها المعلمة البروليتارية، والوجه النسائي الشيوعي، الذي بصم الحركة النسائية الثورية ببصمة ستظل مطبوعة في سجل التاريخ، تاريخ الحركة البروليتارية النسائية، والتي لعبت دورا رائدا في النضال من أجل تحرر النساء من الاضطهاد الباطرياركي والاستغلال الرأسمالي.

كلما حل يوم 8 مارس، يستحضر الماركسيون ـــ اللينينيون والماركسيات ـــ اللينينيات في المغرب والعالم أوضاع النساء، عاملات، فلاحات، وكل الكادحات، ويقفون ويقفن على حقيقة تكاد تفقأ العين، وهي أنه كلما تعفنت الرأسمالية، كلما ضغط ذلك على النساء أكثر من غيرهن، كلما زادت الرأسمالية إفلاسا كانت النساء أول من يدفع الثمن، كلما غرقت الرأسمالية في الأزمة كانت النساء أولى الضحايا، تسريحا من الشغل، ضغطا على الأجور، وضربا للمكتسبات التي حققنها عبر نضالهن، وأصبح تأنيث الفقر واقعا ما فتئ يتسع أكثرفأكثر، في ظل هذا الطور الذي دخلته الامبريالية العالمية، والذي يتميز بتصاعد الاستغلال المكثف للطبقة العاملة والنهب للشعوب المضطهدة، نظام يقوم على تعميم الفقر، خاصة مع الميز الجنسي الممارس ضد النساء، واللامساواة التي تتفاقم باستمرار، فعندما تتعانق الباطرياركا مع سلطة الرأسمال تصبح أوضاع النساء أكثر تفاقما.

كلما حل يوم 8 مارس، يتم الوقوف على هول الأرقام المتعلقة بأوضاع النساء اقتصاديا واجتماعيا. فأكثر من 700 مليون من النساء في العالم هن ضحايا العنف الجسدي أو الجنسي، أي أن كل امرأة من 3 نساء يتعرضن للعنف الجسدي والجنسي، حوالي 400 مليون امرأة في العالم بين 20 و49 سنة يتزوجن قبل سن 18، وأكثر من هذا الرقم يتزوجن في سن أقل من 15 سنة، أكثر من 14 مليون من المراهقات يصبحن أمهات كل سنة، أكثر من 90% منهن توجد في البلدان الفقيرة. وتشير الأرقام إلى ارتفاع عدد النساء اللائي يعلن الأسر، ففي بعض البلدان الفقيرة ثلث الأسر في العالم تعيلها النساء، في العالم تقدم النساء ثلث عدد ساعات العمل وينتجن أكثر من نصف المواد الغذائية، لكن حظهن من الأجر لا يتعدى 10% من الدخل العام، خلال 30 سنة الأخيرة أكثر من 500 مليون امرأة ولجن سوق الشغل، وأربعة من عشرة من الذين يشتغلون هن نساء ويتقاضين في المتوسط 8 سنتيم مقابل 1 أورو بالنسبة للرجال، ويشكل النساء 70%من مجموع مليار و200 مليون من الأشخاص يعيشون بأقل من دولار في اليوم، والمساواة في الأجور لا توجد في أية دولة في العالم . ولأن أول ضحايا الرأسمالية المعولمة هم النساء، فإن نسبة الأمية تعرف ارتفاعا كبيرا في صفوف النساء، فحوالي 776 مليون من الكبار، أي 16%من الساكنة الكبار في العالم أميون، وثلثي هذا العدد هو من نصيب النساء، كما ترتفع معدلات الوفيات في صفوف النساء، فمابين 350 ألف و550 الف من النساء يتوفين كل سنة خلال فترة الحمل أو خلال الولادة.

ومع الامبريالية المعولمة زاد سوق النخاسة وتجارة البشر اتساعا، وهو نشاط تجني منه الامبريالية الملايير، فكل سنة يباع 4 مليون امرأة، إما من أجل تزويجهن بالقوة أو لاسترقاقهن أو من أجل ممارسة الدعارة.

ومع الحروب التي ما فتئت الامبريالية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية تشعلها في كل مكان في العالم، خاصة على شعوب البلدان الفقيرة لكن الغنية بثرواتها، تعاني النساء أكثر من ويلات هذه الحروب الامبريالية، على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومع صعود الحركات الأصولية والظلامية الإسلاموية خاصة في دائرة البلدان العربية، تصبح النتائج على النساء أكثر تأثيرا. فقد احتل العراق و تم تحويله إلى دولة فاشلة، وتساقطت المزيد من الدول نتيجة ما يسمى تدليسا ب"الربيع العربي" في كل من ليبيا و اليمن و سوريا والقائمة مرشحة للتزايد، وأغلقت أمام الشعب الفلسطيني كل الأبواب من أجل التحرر من الاحتلال الصهيوني.

هذا على مستوى العالم، أما في المغرب فبعد 60 سنة من النهب المكثف والممنهج الذي تعرضت له البلاد على يد النظام الكمبرادوري، وتعمق أزمة النظام الرأسمالي التبعي، تتعرض الجماهير عامة والجماهير النسائية للمزيد من التفقير والتهميش والإقصاء والاستغلال المكثف امثثالا لتوصيات صندوق النقد الدولي وباقي المؤسسات الامبريالية، حيث ما فتئ النظام الكمبرادوري يتخلى بصفة نهائية عن القطاعات الاجتماعية من تعليم وصحة وسكن وشغل، والتقارير التي تخرج من جدران هذه المؤسسات نفسها وغيرها، تعكس الأرقام الفاضحة للسياسة الاقتصادية والاجتماعية للنظام الكمبرادوري، مما يجعل النساء بشكل عام يعانين من نتائج هذه السياسة على جميع المستويات.

وإذا كانت الأرقام في العالم تنطق بتدني أوضاع النساء على جميع المستويات، فإن واقع المرأة في المغرب كما تبين الإحصاءات يعرف تراجعا خطيرا، فالتفاوت بين الجنسين يتزايد، وعدد الأسر التي تعيلها النساء يتصاعد والمشاركة الاقتصادية للمرأة تتراجع، كما أن التمثيلية السياسية للنساء قد عرفت مزيدا من التغييب مع صعود الحكومة الإخوانية الممخزنة.

إن كل التقارير سواء تلك الصادرة من الداخل أو من الخارج، التي تعالج بالأرقام أوضاع المرأة بالمغرب، تؤكد كلها على خط التراجع الذي تعرفه وضعية المرأة في كل المجالات.

إن يوم 8 مارس ليس يوما للنساء في حد ذاتهن، بل هوجزء من نضال جماهير النساء إلى جانب الرجال ضد الاستغلال، وضد اضطهادهن المزدوج، وإذا كانت الرأسمالية المعولمة بأدواتها المختلفة والأنظمة الكمبرادورية والنساء البورجوازيات تحاول إفراغ هذا اليوم من أي معنى وتبذل كل الجهود من أجل تمييعه وجعله يوما للبهرجة، وإذا كان هذا اليوم بالنسبة للشركات يوم مثالي من أجل اجتذاب النساء نحو الشراء والاستهلاك، وبالنسبة لوسائل الإعلام يوما لتسويق الصورة النمطية للمرأة، فهو بالنسبة للنساء العاملات والفلاحات وجميع الكادحات مناسبة للتذكير بالإصرار على النضال من أجل تحررهن من عبودية الرأسمال، ومن العبودية الجنسية للتخلص من المرأة ــــ السلعة، المرأة الأداة، المرأة المضطهدة والمستغلة.

ولأن النساء يجدن أنفسهن بين سندان اضطهاد نظام الباطرياركا ومطرقة سلطة الرأسمال، فالاستغلال مضاعف ومكثف، لذلك فنضال النساء هو نضال ضد الباطرياركا وضد الرأسمال. وانطلاقا من مرجعيتنا الفكرية الماركسية ــــ اللينينية، وكما تصورت صاحبة فكرة تخليد هذا اليوم، المعلمة البروليتارية الشيوعية كلارا زتكين، يجب أن يكون يوم 8 مارس مناسبة لكل الماركسيات ــــ اللينينيات والماركسيين ــــ اللينينيين للتذكر أن 8 مارس يوم ضمن مسيرة طويلة لنضال النساءالمغربيات الكادحات، عاملات، فلاحات، ربات بيوت ... من أجل تحررهن، والنظر لتحرر المرأة من منظور اشتراكي بروليتاري، وأن بناء حركة نسائية اشتراكية ثورية، في سياق بناء حركة نسائية جماهيرية حقيقية يجب أن يكون هم وقضية كل الماركسيات ــــ اللينينيات والماركسيين ــــ اللينينيين.

فتحية لكل نساء العالم بعيدهن الأممي

تحية لنضال نساء المغرب المكافحات من أجل حقوقهن

تحية لكل المناضلين الثوريين والمناضلات الثوريات المدافعين والمدافعات عن قضية المرأة

عاش نضال النساء العاملات المغربيات الكادحات

 

8 مارس الثورية

 

 

Les commentaires sont fermés.