تمارا بونكي أو تانيا الثائرة شيوعية وثورية وأممية
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
هايدي تمارا بونكي بايدر، شيوعية ثورية أرجنتينية من أصل ألماني، وتعرف أكثر باسمها المستعار "تانيا" وكذلك "تانيا المقاتلة". كانت تمارا بونكي المرأة الوحيدة، التي قاتلت في صفوف "جيش التحرير الوطني"، الذي قاده تشي غيفارا في بوليفيا، إنها الشيوعية الأرجنتينية، التي ذهبت إلى أدغال أمريكا اللاتينية للمساهمة في الثورة بدءا ببوليفيا، يحفزها في ذلك نجاح الثورة في كوبا، هذه الثورة التي ألهمتها أيما إلهام.
رغم حياتها القصيرة، كانت حياة تمارا مكثفة للغاية، وكان عليها أن تتبنى شخصيات وأسماء متعددة أينما حلت وارتحلت عبر مسارها القصير. إنها المرأة التي حاربت واستشهدت من أجل مثلها العليا، المثل الشيوعية الثورية مع تشي غيفارا في بوليفيا، وكانت نموذجا للتمرد والنضال المستميت من أجل انتصار الثورة. لعبت تمارا دورا هاما في التجربة الكوبية بعد الثورة و في حركات ثورية بأمريكا اللاتينية.
لقد كانت تمارا تعبر في مختلف الرسائل التي بعثتها لأصدقائها في الأرجنتين عن رغبتها في العودة إلى الأرجنتين، لقد كانت الأرجنتين تسكنها.
مستلهمة بالثورة الكوبية، انتقلت تمارا إلى كوبا، انخرطت في البداية كمتطوعة في الريف الكوبي لبناء المنازل والمدارس، عملت في العديد من المؤسسات الثقافية والجماهيرية، ك "المعهد الكوبي للصداقة بين الشعوب" و "اتحاد النساء الكوبيات"، وعملت في وزارة التعليم، وسرعان ما لوحظت كفاءتها وديناميتها وحسها العالي في خدمة الناس ليتم توظيف الشابة تمارة للمشاركة في حملة محو الأمية الكوبية. كانت تمارا تنشر طاقة هائلة من حولها أينما عملت، ولها رغبة كبيرة في العمل، إنها تبدأ في بناء حياة جديدة، لأنها ترى بالفعل أن كوبا قدمت لها ما كانت تحلم به: صنع ثورة، لقد حققت حلمها في الذهاب للعيش في كوبا، و كان هدفها القتال من أجل الثورة.
بالإضافة إلى مواهبها المتعددة كانت تمارا تتقن فن ربط علاقات صداقة، ومن بين صديقاتها كانت أنجيلا سوتو التي قالت عنها:
أخيرا تم اختيار تمارا للخضوع لتكوين في إطار عملية "فانتاسما" بقيادة تشي غيفارا في بعثة "حرب العصابات" في بوليفيا. كان هدف غيفارا إطلاق انتفاضة ثورية على مستوى القارة في البلدان المتجاورة: الأرجنتين و الباراغواي و البرازيل و البيرو و الشيلي وذلك بخلق اثنين و ثلاثة و الكثير من "الفيتنامات" لتحدي الإمبريالية الأمريكية. استعدادا لذلك عهد غيفارا لتمارا بتدريب دارييل ألاركون راميريز المعروف تحت اسم حرب "بنينيو" في بنارديل ريو في غرب كوبا.
كتبت تمارا بونكي هذا في رسالة إلى والديها سنة 1962، عندما كانت متطوعة أممية في كوبا، في ذروة "أزمة الصواريخ" عندما تم تهديد الثورة بالموت من قبل القوى الإمبريالية، و مع ذلك، تعبر هذه الكلمات عن رؤية تمارا للعالم و الأخلاق الثورية، هي التي تركت الراحة في منزلها بألمانيا الشرقية لخدمة الثورة الكوبية.
"محبوبة وجميلة و لطيفة ولكن أيضا صعبة للغاية".
و بحكم تخصصها في الإثنولوجيا و في الفولكلور الأرجنتيني، فقد استطاعت أن تتسرب في جميع المجالات الحكومية، كما قال الباحث و المؤرخ الكوبي فروبلان غونزاليس، الذي ألف مع زوجته عدة كتب حول حياة شي غيفارا "كانت فتاة جذابة ذات كاريزما، و مثقفة، تتقن أربع لغات، تلعب الأكورديون و الغيتارة و متميزة في الرياضة البدنية".
عندما بدأ وصول أول مجموعات المقاتلين، أصبح عمل تانيا أكثر تعقيدا و خطورة، لكنها ظلت خارج شكوك البوليس، كان يذكرها تشي دائما في مذكرته، و دائما بمناسبة الاتصالات المهمة، يحتفظ بها للمهام الثقيلة في لاباز و خارجها. عندما تم اكتشاف سيارتها الجيب، التي كانت متوقفة في المرآب سقطت تغطيتها، وكان عليها أن تبقى في الجماعات المسلحة. يعلق شي بعد ذلك في مذكراته "لقد ضاع عامان من العمل الجيد و الصبور" فيعطيها القائد غيفارا بندقية م 1 و تصبح تانيا مقاتلة منذ هذا التاريخ.